يقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يومي السبت والأحد بزيارة دولة إلى قطر بدعوة من أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت، اليوم الجمعة في موقعها الرسمي، ان زيارة تبون، إلى قطر، تندرج في “إطار تعزيز العلاقات الأخوية، بين الشعبين الشقيقين، ودفع أطر التعاون الثنائي، قدما، بما يجسد متانة العلاقات وتجذرها بين قيادتي البلدين وشعبيهما”
كتبه | رشيد غيزالي
ويرافق الرئيسَ وفد رفيع المستوى في زيارة تعد الأولى له لدولة قطر منذ وصوله رئاسة البلاد, والثانية له لبلد عربي بعد مصر. الرئيس تبون، سيشارك في القمة السادسة، لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، التي تنعقد في الدوحة.
ومن جهتها قالت الوكالة القطرية للأنباء “قنا” أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيستقبل غدا الأحد في الديوان الأميري مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون . وحسب مصادر متطابقة فإن القائدين سيتناولان العلاقات الثنائية بين البلدين، ورفع حجم الاستثمارات، كما أن الملف الفلسطيني والقمة العربية المقبلة التي تحتضنها الجزائر والنزاع الليبي ستكون على رأس أجندة الملفات التي سيتم التباحث حولها والتي كان لقطر دور كبير ضمن الفاعلين في المنطقة العربية. مصادر أخرى كشفت على أن الجانب القطري ينتظر من الجزائر لعب دور في تحسين الأجواء أكثر بينها و بين الإمارات والسعودية ومصر.
كل هاته الملفات وخاصة ملف المصالحة الفلسطينية والقمة العربية المقبلة التي تراهن الجزائر كثيرا على خلق إجماع جديد حول المصالح المشتركة في ظل التغيرات الجيوسياسية الجديدة أن تعطي دفعا جديدا للعلاقات العربية-العربية
أما على المستوى الثنائي تشهد العلاقات بين البلدين تحسنا كبيرا خاصة بعد زيارة أمير قطر للجزائر في فيفري من سنة 2020. وتبعت هاته الزيارة استثمارات استراتيجية من شأنها أن توطد الروابط بين البلدين خاصة وأن البلدان مدعوان أن تكون لهما أدوار محورية في سوق الطاقة المتأثر بالتجاذبات الجيوسياسية التي تتطلب تنسيقا أكثر.
وتُعتبر الدوحة أول مستثمر عربي في الجزائر إذ تستحوذ على نسبة قدرها 74.31% من الاستثمارات العربية، بحسب تصريح علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة القطري و يمكن أن تصل استمارات قطر ما بين 8 إلى عشر مليار دولار.
استثمرت الدوحة في العديد من المجالات كالفلاحة والسياحة وخاصة الاتصالات كما أن مجموعة “قطر ستيل” استثمرت في إنشاء أحد أكبر وأحدث المركبات للحديد والصلب بالمنطقة الصناعية ببلارة شرقي العاصمة الجزائرية، بطاقة إنتاج 4,5 مليون طن سنويا بتكلفة2 مليار دولار، سيجعل الجزائر من بين أكبر المصدرين للفولاذ المسطح. إضافة إلى عدة استثمارات مهمّة لرجال أعمال قطريين في الجزائر شملت عدّة ميادين كالفلاحة والسياحة والخدمات ومنتزهات بيئيّة سياحيّة ومصانع معتبرة لصناعة الأعلاف للحيوانات بمختلف أنواعها والطيور.
منتدى الدول المصدرة للغاز دور يضاهي يوم بعد يوم دور منظمة أوبك
و يكتسي اجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز أهمية بالغة خاصة في ضل الأزمة العالمية في سوق الغاز الذي زاد الطلب عليه كمادة أساسية في مختلف القطاعات الإنتاجية بصفة عامة و الإنتقال الطاقوي بالخصوص.
وللإشارة فإن منتدى الدول المصدرة للغاز، هو منظمة حكومية دولية تم إنشاؤها خلال الدورة الثامنة للمنتدى غير الرسمي لهذه البلدان، المنعقد في موسكو في ديسمبر 2008.
و يتكون من 11 دولة عضو و 9 دول ملاحظة، حيث تتوفر معًا على ثلاثة أرباع احتياطيات الغاز على كوكب الأرض وتساهم بأكثر من ثلثي عمليات تبادل الغاز (خط أنابيب الغاز والغاز الطبيعي المسال).
ويتعلق الامر بكل من الجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا و وتوباغو ترينداد وفنزويلا، في حين ان أنغولا وأذربيجان والعراق وكازاخستان وماليزيا والنرويج وعمان والبيرو والإمارات العربية المتحدة تتمتع بصفة عضو ملاحظ.
ويتمثل الهدف الاستراتيجي للمنظمة في دعم الحقوق السيادية للدول الأعضاء على موارد الغاز الطبيعي لديها وقدرتها على التخطيط المستقل وإدارة تطوير موارد الغاز الطبيعي واستخدامها والحفاظ عليها، بطريقة مستدامة وفعالة وصديقة للبيئة، لصالح شعوبها.
كما تعمل على تعزيز الحوار بين منتجي الغاز والدول المستهلكة من أجل ضمان استقرار وشفافية سوق الغاز وسعر عادل للمتدخلين