للإعلان
Non classé

“بناء الملاعب بدل السدود” : المغرب بين الدعاية و ونذر انتفاضة العطشى (فيديو)

تتواصل منذ يوليو الماضي في العديد من مدن المملكة, الاحتجاجات المنددة ب “الاستغلال البشع للمياه” أثناء السقي و من الانقطاع المتكرر للماء عن حنفيات المنازل. وعوض التفكير في إيجاد حلول و انتشال المواطن من الأزمات التي يتخبط فيها, قامت قوات الأمن, في العديد من المرات, بقمع المسيرات المنددة باستفحال “أزمة العطش” وغياب التنمية في عديد المدن المغربية.

Mf

كتبه | عبد الرحمن بن ناجم


الرباط | دقت هيئات مغربية ناقوس الخطر بخصوص “أزمة العطش” التي إستفحلت في المملكة المغربية و أجبرت ساكنة العديد من المدن على الخروج في إحتجاجات عارمة تطالب السلطات بإيجاد حل لهذه الأزمة التي تفاقمت جراء إستنزاف الثورة المائية في زراعات موجهة للتصدير على حساب الأمن المائي للمغاربة.

و قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان, في بيان لها, أن مكتبها المركزي “يتابع باهتمام بالغ تواتر الحركات الاحتجاجية على ندرة الماء بمختلف مناطق البلاد”, منتقدة استغلال السدود و الأحواض المائية المهمة التي تتوفر عليها بعض المناطق, من طرف الملاك “بشكل مكثف مما يصادر حق الساكنة في الماء الصالح للشرب”, معلنة تضامنها مع المواطنين الذين يخرجون للاحتجاج على أزمة العطش التي تضرب مناطقهم خلال فصل الصيف.

و تتواصل منذ يوليو الماضي في العديد من مدن المملكة, الاحتجاجات المنددة ب “الاستغلال البشع للمياه” أثناء السقي و من الانقطاع المتكرر للماء عن حنفيات المنازل. وعوض التفكير في إيجاد حلول و انتشال المواطن من الأزمات التي يتخبط فيها, قامت قوات الأمن المخزنية, في العديد من المرات, بقمع مسيرات تندد باستفحال “أزمة العطش” وغياب التنمية في مدن عدة.

هذا و تعيش بعض مدن المملكة “كسادا سياحيا و اقتصاديا” بسبب أزمة حادة في الماء, جراء “ضعف منسوب الماء الشروب وكثرة انقطاعاته” كما يعاني الساكنة من غلاء قارورات المياه المعدنية المعلبة التي تباع بأسعار باهظة للسياح. كما اضطرت سلطات مدينة الدار البيضاء إلى العودة مع بداية الأسبوع الجاري, للعمل بقرار إغلاق الحمامات لثلاثة أيام في الأسبوع بعدما كانت قد تمت مراجعة هذا القرار, شهر أبريل الماضي.

من جهته, أكد حزب النهج الديمقراطي العمالي, في بيان له, أن سبب الجفاف لا يتعلق بظاهرة طبيعية فقط تستعملها النظام في تبرير سياساتها الاقتصادية والاجتماعية و تعلق على مشجبها الكثير من مظاهر الأزمة البنيوية في البلاد بل بسياسة “الإجهاد المائي”, نتيجة استنزاف الماء من طرف العديد من المستثمرين الأجانب, على رأسهم الصهاينة في سقي منتجات موجهة للتصدير والتي تستهلك كميات هائلة للهكتار الواحد والتي تم منعها في العديد من دول العالم, لأنها تستهلك كميات كبيرة من المياه.

و وصف الحزب المغربي سياسة المخزن في استغلال المصادر المائية ب “العشوائية” و التي أكد أنها “تجسيد للتبذير والنهب من أجل تنمية مصالح المالكين الكبار والتفريط في الثروة المائية وتعريض البلاد لما سمي في الأدبيات المختصة بالإجهاد المائي”, مشيرا إلى أنه تم توظيف الموارد المائية في الزراعات المستهلكة للماء و الموجهة نحو التصدير مثل الحوامض والخضر و “الافوكادو”.

خبراء يدقون ناقوس الخطر

كشف تقرير أصدره معهد الموارد العالمية، أن ثاني أكبر خزان مائي بالمملكة تراجع منسوبه ب60 بالمئة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بفعل الجفاف المتكرر وتوسيع أنشطة الري. وتزايد نقص المياه ببعض المدن المجاورة على رأسها الدار البيضاء.

و تراجعت الواردات المائية إلى السدود إلى أقل من 500 مليون متر مكعب عوض مليار و500 مليون متر مكعب،.فشح الأمطار شمل مناطق كانت معروفة بغزارة التساقطات، مثل حوض اللوكوس الذي تراجعت التساقطات فيه خلال هذه الفترة من 282 مليون متر مكعب في متوسط السنوات الماضية إلى 23 مليون فقط هذه السنة.

وعبر ناشطون مغاربة عن تذمرهم تجاه شراهة الإستدانة بالملايير للمملكة قصد بناء الملاعب أو تنظيم المهرجانات في حين أن بوادر أزمة العطش دقت ناقوس الخطر منذ بدايات السنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى