للإعلان
مغرب عربي

“تيكاد 2024: السلطات الأمنية اليابانية تقرر أجراءات أمنية على البعثة المغربية بعد حادث التعدي على ممثل الصحراء الغربية

تعرض سفير الجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الأفريقي، لامين أبا علي، للاعتداء يوم الجمعة، من قبل أحد أعضاء الوفد المغربي المشارك في الاجتماع التحضيري للخبراء في إطار قمة مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في أفريقيا (تيكاد)، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (SPS). وأثارت الحادثة موجة من الغضب في الأوساط الدبلوماسية مما دفع السلطات الأمنية في اليابان باتخاذ أجراءات أمنية على تحركات البعثة المغربية في الأجتماع

Mf


كتبته
| هيبة نوال

طوكيو | هذا الحادث، بعيداً عن كونه مجرد تصرف عابر، يسلط الضوء على الفشل الواضح للمهمة التي يبدو أنها كُلف بها الوفد المغربي. حيث أفادت المصادر أن المعتدي قد وجه شتائم تجاه السفير الصحراوي والدبلوماسيين الأفارقة الذين تدخلوا لحمايته. إنها حقاً عرض مثير للسخرية عندما تكون الحجج غير موجودة؟

أفادت الوكالة، مستشهدةً بمصدر دبلوماسي صحراوي، بأن “ما حدث يبرز عجز نظام الاحتلال المغربي عن منع الوفد الصحراوي من المشاركة في قمة تيكاد”، وذلك بعد أن “احترم البلد المضيف إرادة الاتحاد الأفريقي، الذي يرفض أي شكل من أشكال استبعاد أعضائه خلال مثل هذه اللقاءات”. يبدو أن بعض دروس الدبلوماسية قد غابت عن أصدقائنا المغاربة، الذين يظهرون براعة أكبر في فن الاستفزاز بدلاً من النقاش.

وصف الدبلوماسي الصحراوي هذا الفعل بأنه “تصرف غير لائق من قبل الدبلوماسيين المغاربة”، لأنه يمثل “دليلاً واضحاً على عجزهم وهروبهم إلى الأمام في مواجهة الكفاح العادل للشعب الصحراوي”. من كان ليصدق أن سفيراً يمكن أن يثير كل هذه الضجة في إطار يُفترض أن يكون مجالاً للحوار؟

تذكر وكالة SPS أنه “ليس هذه هي المرة الأولى التي ينتهك فيها الدبلوماسيون المغاربة القواعد والبروتوكولات الدبلوماسية”. ربما يعتقدون أن الدبلوماسية تُمارس بشكل أفضل باللكمات بدلاً من الكلمات، وهي مقاربة، يجب الاعتراف بها، تثير الضحك.


الوفد المغربي في مرمى الأمن الياباني

أظهر السفير المغربي في أديس أبابا، محمد عروشي، سلوكيات اعتُبرت عدوانية، تقترب من الترهيب وتبدو أكثر ملاءمة لفيلم أكشن منها لمؤتمر دبلوماسي. دفعت تصرفاته الأمن الياباني إلى فرض مراقبة مشددة على تحركاته، كما لو كان يجب مراقبة طفل مشاغب في حديقة. قررت اليابان، حرصاً منها على الحفاظ على النظام واللياقة خلال هذا الحدث الدولي، ألا تسمح لسفير خارج عن السيطرة بزعزعة التناغم الدبلوماسي. بعد كل شيء، سيكون من المؤسف أن تتحول القمة إلى مشهد من الملاكمة حيث تحل تبادل اللكمات محل تبادل الأفكار.

أكدت السلطات اليابانية أن هذه التدابير، بما في ذلك القيود المفروضة على تحركات السفير المغربي، تأتي في إطار احترام المعايير الدبلوماسية وضمان نجاح القمة. تعكس هذه المبادرة التزام اليابان بتوفير بيئة آمنة ومنظمة لجميع المشاركين، مع الحرص على ألا يحول أحد المؤتمر إلى حلبة للملاكمة.

بعد هذا الحادث الذي لا يُنسى، قررت السلطات اليابانية اتخاذ تدابير صارمة ضد السفير المغربي، محمد عروشي، وفريقه، لتجنب تكرار مثل هذه “العروض”. تظهر مقاطع الفيديو المنتشرة على نطاق واسع الأمن الياباني وهو يلتصق تقريباً بالسفير المغربي، مما يوضح أن سلوكه كان متهوراً وبصراحة، غير مناسب تماماً.

علاوة على ذلك، تمثل غياب وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، عن اجتماع الوزراء خلال قمة تيكاد حلقة جديدة في سلسلة إخفاقات الدبلوماسية المغربية، التي يبدو أنها اختارت سياسة “المقعد الفارغ” كوسيلة للهروب من القانون الدولي.

لم يكن هذا الغياب مجرد حادث عابر، بل كان انعكاساً لأزمة أعمق يمر بها الرباط، تفاقمت بفعل الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن سياستها تجاه الصحراء الغربية. وقد سلطت الجدل الذي اندلع أمس خلال الاجتماع التحضيري للخبراء في طوكيو، عندما قرر السفير المغربي ومجموعة من “الرجال المحترمين” أن يلعبوا دور الأشرار بالاعتداء على السفير الصحراوي، الضوء على الارتباك الذي يعاني منه المغرب وعجزه عن الدفاع عن موقفه بوسائل دبلوماسية تقليدية، والاكتفاء بعروض افتتاح قنصليات وهمية على الأراضي المحتلة و”ليالي مجنونة” تُقدم لشركاء متهورين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى