رفض الإتحاد الإفريقي لعضوية إسرائيل كمراقب انتصار دبلوماسي أربك المحور الصهيو-مغربي
"ترأس الرئيس الجزائري للجنة أمر لا يبشر بالخير"...
لا زال نجاح الاقتراح الجزائري في الإتحاد الإفريقي بسد الباب أمام محاولات إسرائيل وأزلامها لقبول هاته الأخيرة كعضو مراقب بالمنظمة القارية يثير زوبعة من ردود فعل في الداخل الكيان المحتل. فيما علقت الخارجية الإسرائيلية أن تشكيل اللجنة للنظر بالقرار على مستوى رؤساء الدول بمثابة رفض لاقتراح الجزائر، سارع الكاتب والمحلل السياسي ألإسرائيلي الشهير أيلي نيسان بتفنيد مزاعم الخارجية الإسرائيلية مؤكدا أن ترأس الرئيس الجزائري للجنة الرئاسية المكلفة بالنظر في قرار التعليق الذي اتحذ بالإجماع فهذا لا يبشر بالخير” مشيرا في سياق ضمني ان إسرائيل يمكنها الاكتفاء بنجاحها بإحداث شرخ داخل هذه المنظمة.
كتبه: رشيد غيزالي
وكانت الدبلوماسية الجزائرية قد تمكنت من تشكيل جبهة قارية وعربية للتصدي لمحاولات إسرائيل التغلغل داخل الإتحاد الإفريقي بمساعدة بعض الدول وعلى راسها المملكة المغربية.
واعتبرت العديد من الدول يعد تعليق قرار منح الكيان الصهيوني صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي انتصارا دبلوماسيا للجزائر، الدولة التي كانت من أوائل المعارضين لذلك القرار المنافي للمبادئ والثوابت التأسيسية للاتحاد الأفريقي. كما لقي القرار ترحيبا من طرف الجامعة العربية باستثناء نظام المخزن الذي رافع لصالحه, بشنه تطوعا حملة لصالح الكيان الصهيوني. فالطرفان يقتسمان هاجس مشترك هو التأثير على قرارات بلدان المنظمة التي تشكل 32 % من مقاعد محكمة العدل الدولية و30 % من مقاعد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهما أهم المنابر التي تعلو فيهما أصوات الإدانة بالجرائم الاستعمارية والمطالبة بالحقوق المشروعة للشعبين الفلسطيني والصحراوي في تقرير المصير.
ومنذ 22 يوليو الماضي، وهو التاريخ الذي قرر فيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي، منح الكيان الصهيوني صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، عارضت الجزائر ودول أفريقية أخرى، بما في ذلك جنوب أفريقيا، ذلك القرار بشدة، ولفتوا الانتباه أن ذلك القرار، الذي أثار مخاوف من الانقسام داخل الاتحاد الأفريقي، لا يتماشى مع القرارات السابقة للمنظمة القارية المساندة للقضية الفلسطينية ويتنافى تماما مع المبادئ المناوئة للاحتلال والأنظمة العنصرية.
وتقرر تعليق منح الكيان الصهيوني صفة مراقب اليوم الأحد الماضي في القمة الخامسة والثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي حيث تم الاتفاق أيضا على إنشاء لجنة مكونة من سبعة رؤساء دول أفريقية لصياغة توصية لقمة الاتحاد الأفريقي الذي تبقي هذه المسألة قيد نظره بعد أجماع وزراء خارجية دول الإتحاد على القرار.
وستضم هذه اللجنة رؤساء الدول تعتبر أعمدة الإتحاد الإفريقي والأكثر وزنا بالقارة وأشدها رفضا للتغلغل الإسرائيلي، أذ تضم كلا من الرئيس السنغالي، ماكي سال بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي والرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون وكذا رئيس جنوب افريقيا، سيريل راما فوزا والروندي، بول كاغامي والنايجيري، محامادو بوحاري والكاميروني، بول بيا ورئيس جمهورية كونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي.
وفي أكتوبر الماضي، كان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة قد كشف بأن النقاشات ضمن المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي “أبرزت انقساما للدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي بشأن هذه المسألة، مضيفا “يجب بالتالي أن “نأمل بأن تتميز القمة بخطوة إيجابية لافريقيا تليق بتاريخها وألا تزكي انشقاقا لا يمكن تداركه”. باستثناء المغرب، رفضت البلدان الأخرى أعضاء في كل من الجامعة العربية وكذا الاتحاد الافريقي منح صفة مراقب للكيان الصهيوني.
وفي هذا السياق، كانت الجزائر قد أعربت، في نوفمبر الفارط، عن أسفها لموقف الرباط الذي “شن حملة لصالح هذا الوضع”
ترحيب الفصائل الفلسطينية
في هذا الصدد، ذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية بأنه للحصول على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، “يجب على مقدم الطلب أن يتصرف بطريقة تتوافق مع أهداف ومبادئ العقد التأسيسي للاتحاد الأفريقي مثل الحق في تقرير المصير وعدم احتلال أراضي بالقوة والالتزام بتسوية الخلافات بالطرق السلمية “، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني “يحتل الأراضي الفلسطينية والسوري.
من جانب أخر، لقي قرار تعليق قبول الكيان الصهيوني في الاتحاد الأفريقي ترحيبا حارا من قبل حركات المقاومة الفلسطينية التي تعمل الجزائر منذ مدة على توحيدها تمهيدا للقمة العربية المزمع اجراؤها الخريف المقبل. حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانتا من المبادرين باشادة بهذا القرار حيث دعيا إلى “دعم قيم الاتحاد الأفريقي ومبادئ رفض الاحتلال والتمييز العنصري “.
من جهتها أشادت حركة فتح (التي يقودها الرئيس محمود عباس) بـ “انتصار للحقوق الفلسطينية والقضية الفلسطينية العادلة”.حيث ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في خطابه لدى افتتاح القمة الخامسة والثلاثين للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا يوم السبت، الاتحاد الأفريقي إلى سحب صفة المراقب التي منحها للكيان الصهيوني موسى فقي، مؤكدا أن إسرائيل “لا ينبغي أن تجازى على نظام الأبارتايد الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني “
كما رحبت الجامعة العربية بقرار قمة الاتحاد الأفريقي ووصفته بأنه “إجراء تصحيحي يوافق المواقف التاريخية للاتحاد الأفريقي الداعمة للقضية الفلسطينية”.