ميشال عون لرمطان لعمامرة ” لبنان سيكون في طليعة الحاضرين لقمة الجزائر”
نشاط دبلوماسي جزائري منقطع النظير لكسب رهان جمع شمل العرب و ترتيب أولياتهم المشتركة
تسلّم الرئيس اللبناني ميشال عون، يوم الاثنين، رسالة خطية من الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، حول الأوضاع العربية والتحضيرات الجارية لعقد القمة العربية التي تستضيفها الجزائر، وذلك خلال استقباله لرئيس الديبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة بصفته مبعوثا خاصا, في قصر بعبدا الجمهوري. و تكثف الجزائر منذ مدة الإتصالات قبل موعد اجتماع الحسم في موعد انعقاد قمة الجامعة العربية التي ستحتضنها
بقلم | عبد الباسط. م
و قال وزير خارجية الجزائر الذي قدم لبيروت قادما من عمان بعد استقباله من المللك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس عبد المجيد تبون أن “الجزائر تبذل قصارى جهدها من أجل جمع الشمل وتحضير الظروف الملائمة لانعقاد قمة شاملة وجامعة تتكلل بالنجاح الذي سيقاس بقدرة القيادات العربية على صنع التوافقات واتخاذ القرارات التي من شأنها أن تساعدنا على رفع التحديات التي وصفها بالوجودية المترتبة في ظل جائحة كورونا الإضطرابات التي تشهدها الظروف الجيوسياسية الحالية.
و شدد لعمامره على اتخاذ المواقف والتحضير لأداء الدور الملائم في إعادة بناء العلاقات الدولية في ظل ما ي يشهده العالم حالياً من اصطدامات ومواجهات تتطلب المزيد من العمل الجماعي كي تتجاوز المجموعة العربية و الدولية مرحلة من أصعب مراحل تاريخ الإنسانية”.
ومن جانبه، “حمل الرئيس ميشال عون، الوزير لعمامرة نقل تحياته الخالصة لأخيه الرئيس عبد المجيد تبون، مثمنا مواقف الجزائر الداعمة للبنان خاصة خلال الظروف الصعبة التي مر بها ومعربا عن اعتزازه بالعلاقات التي تجمع البلدين على أسس الأخوة والتضامن والتعاون” مضيفا ان “الظروف الراهنة في الشرق الأوسط وفي العالم أسره تحتّم أكثر من أي وقتٍ مضى تضامناً بين الدول العربية وتعزيزاً لوحدة الموقف بعد التباعد الذي حصل خلافاً لميثاق جامعة الدول العربية والاعتبارات التي تفرض اجتماع العرب على كلمة واحدة”، معلناً ترحيبه بأي لقاء عربي جامع. في إشارة منه لدعم لبنان لموقف الجزائر بعدم إقصاء أي عضو من أعضاء الجامعة و على رأسهم الجمهورية العربية السورية
,
كما أكد عون أن “لبنان سيكون في طليعة الدول المشاركة في القمة فور تحديد تاريخ انعقادها بالنظر للضرورة الملحة لبلورة مقاربة جماعية في مواجهة التحديات المفروضة على الأمة العربية وقضاياها المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، حسب ذات البيان.
ومن جانب آخر، استقبل الوزير لعمامرة من قبل رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، “حيث تركزت المحادثات بين الطرفين حول الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في عديد المجالات الحيوية كالطاقة والأمن الغذائي وكذا إعطاء زخم أكبر لآليات التعاون الثنائي لاسيما اللجنة المشتركة”، حسب نفس المصدر.
كما كانت العلاقات التاريخية بين الجزائر ولبنان و “الصدى المتميز الذي تحظى به على كافة المستويات خاصة على مستوى الشعبين الشقيقين” في صلب المحادثات التي أجراها الوزير لعمامرة مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري.
وعقد السيد لعمامرة جلسة عمل مع نظيره اللبناني، عبد الله بوحبيب، تناول خلالها الطرفان أبرز المسائل المطروحة على الساحة العربية و اتفقا على تعزيز التشاور والتنسيق خاصة و أن لبنان سيتولى ترأس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية ال157 التي ستنطلق أشغالها يوم 9 مارس بالقاهرة، وفق ما جاء في بيان الوزارة.
زخم دبلوماسي جزائري منقطع النظير لكسب رهان جمع شمل العرب و ترتيب أولياتهم المشتركة
و تقوم الجزائر بجهود حثيثة عبر الاتصالات المباشرة مع العواصم العربية بدءا من زيارات الرئيس عبد المجيد تبون الذي زار كل من تونس و مصر و قطر و الكويت إلى جولات رمطان لعمامرة المتعددة ناهيك عن وزراء آخرين موفدين من رئيس الجمهورية لعدة عواصم أخرى. الزيارات الأخيرة تاتي لوضع اللمسات الإخيرة استباقا لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر في التاسع من مارس الحالي، والذي سيحسم بشكل رسمي موعد عقد القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر، وأجندتها السياسية.
و أكدت الظروف الطارئة في الخارطة الجيوسياسية منذ انطلاق الأزمة الأكرانية و ما أنجر عنها من عمليات عسكرية و صدامات اقتصادية كبرى و كذا تعامل الدول العربية معها, ما كانت تدعو له الجزائر للإعادة رسم أولويات المنطقة العربية و تحسين آداءها بما تتطلبه الرهانات المستقبلية و التي تمر حتما بتوحيد الصفوف مجددا دون إقصاء لرسم سياسة مشتركة تخدم المصالح العليا لشعوب المنطقة
و ترغب الجزائرية في أن يكون موعد القمة عشية ذكرى ، اندلاع ثورة التحرير في الأول من نوفمبر (1954)، وهو موعد وصفه لعمامرة في وقت سابق بأنه “يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية والبعد القومي العربي ويكرس قيم النضال المشترك والتضامن العربي وفقا للإجراءات المعمول بها في إطار منظومة العربية جامعة”.