للإعلان
الجزائر

وزير خارجية الجزائر في زيارة إلى سلوفينيا : نموذج للتعاون بين أوروبا وأفريقيا

تُعَد الجزائر، الشريك الاقتصادي الثالث لسلوفينيا في إفريقيا ولاعب لاعب بارز ما فتئ يعزز وجوده في أوروبا بعقد شراكات اقتصادية مع دول أعضاء بمبدأ رابح رابح. وبفضل تنفيذ اتفاق التعاون الاقتصادي الذي تم توقيعه العام الماضي، أصبحت الجزائر على وشك أن تصبح الشريك الأفريقي الأول لليوبليانا. جميع العناصر متوفرة لتحقيق تعاون مثمر، خاصة وأن البلدان، اللذان هما عضوان غير دائمان في مجلس الأمن، يتشاركان مواقف متطابقة تجاه القضايا الدولية. وبالإضافة إلى الطاقة، يطمح البلدان إلى تطوير تعاونهما في قطاعات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي، والرقمنة، والزراعة، فضلاً عن صناعات الخشب، والورق، وصناعة الأدوية.

Mf

كتبته | هبة نوال


ليوبليانا | استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، السيد أحمد عطاف، يوم الجمعة، من قبل رئيس الوزراء السلوفيني، السيد روبرت غولوب، في إطار زيارة عمل يقوم بها إلى جمهورية سلوفينيا، بتفويض من الرئيس عبد المجيد تبون.

وسمح اللقاء بتقييم متابعة تنفيذ المخرجات المهمة الناتجة عن المباحثات المثمرة التي جرت بين رئيس الوزراء السلوفيني ورئيس الجمهورية الجزائرية خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الجزائر في مايو الماضي. و كان الهدف هو تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية وغيرها من القطاعات ذات الأولوية للتعاون الثنائي، كما يوضح البيان.

في هذا السياق، أعرب الطرفان عن رضاهما عن ديناميكية تنفيذ القرارات المتخذة منذ تلك الزيارة.

كما كان لعطاف نشاط مكثف في هذا البلد، الذي يحتل مكانة متزايدة الأهمية من بين الشركاء الأوروبيين. فقبل لقائه برئيس الحكومة، تبادل عطاف الحديث مع عدة مسؤولين سلوفينيين حول القضايا الثنائية والدولية، لا سيما في مجالات الاقتصاد والطاقة، خاصة أن سلوفينيا أصبحت الآن من بين العملاء الرئيسيين للغاز الجزائري. ويطمح الطرفان إلى رفع هذه الشراكة إلى مستوى العلاقة الممتازة التي لطالما حافظا عليها.

في الواقع، التقى الوزير الجزائري برئيسة المجلس الوطني السلوفيني، السيدة أورسكا كلاكار زوبانشيك، التي من المنتظر أن تقوم بزيارة الجزائر في الأشهر المقبلة، وكذلك السيدة تانيا فايونا، وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية.

وأكدت السيدة فايونا على الموقع الرسمي للحكومة على أهمية العلاقات بين البلدين: “لقد اتفقنا أنا والوزير عطاف على أن التعاون الاقتصادي الذي سيشكل الركيزة الأساسية لعلاقاتنا الثنائية مستقبلا. لذلك، أعربنا عن عزمنا على تعزيز الروابط الاقتصادية أكثر».

و يجدر الذكر أن اتفاقية التعاون الاقتصادي بين البلدين سارية منذ مارس، وقد تم تعزيز التعاون في مجال الطاقة بشكل كبير، لا سيما بعد اتفاقية توريد الغاز الطبيعي بين الشركة السلوفينية Geoplin مجمع Sonatrach.هذا الإتفاق الإستراتيجي فتح شهية الطرفين لتكثيف المشاورات لوضع رزنامة تعزز الشراكة في قطاعات لا تقل أهمية

“بوصفهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن، سلوفينيا والجزائر متحدتان في جهودهما من أجل السلام” وزيرة الخارجية السلوفينية

و على الصعيد الدولي، يتشارك البلدان، كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن ،مواقف متطابقة، خاصة حول مبدأ احترام القانون الدولي لحل النزاعات، فضلاً عن قضية حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها. في هذا السياق، أكدت وزيرة الخارجية السلوفينية أن “« “ليوبليانا والجزائر تدركان أهمية الجهود المشتركة للحفاظ على السلام والأمن. وسنواصلان التعاون الوثيق لتحقيق هذا الهدف” . كما أبرزت التنسيق الذي يتم بين الدبلوماسيتين في مجلس الأمن، لا سيما بشأن القضية الفلسطينية، حيث “دعونا إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، فضلاً عن الوصول الآمن وغير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وفقًا للقرارات ذات الصلة. كما دعونا إلى اتخاذ تدابير موثوقة لتحقيق حل دائم للنزاع، يستند إلى أساس قوي لحل الدولتين”

كما ذكرت الحكومة السلوفينية على موقعها أن السيد عطاف والسيدة فايونا قد تناولا قضية الصحراء الغربية، حيث “تدعم سلوفينيا العملية تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ومستدام وقابل للتطبيق”.

كما كان النزاع في أوكرانيا جزءًا من المناقشات بين الوزيرين، اللذين عبرا عن قلقهما العميق إزاء الحرب في أوكرانيا، التي تسببت في معاناة إنسانية هائلة، وموت ودمار. وأكدا على ضرورة تحقيق سلام عادل ومستدام، وفقًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

من جانبه، أعرب الوزير الجزائري عن سعادته بشأن رئاسة سلوفينيا المقبلة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي ستعزز من مواقف الجزائر والدول التي تدعو إلى سيادة الشرعية و القنون الدوليين. وأكد في هذا السياق أن الجزائر ستدعم سلوفينيا بشدة، لأن “نجاح سلوفينيا هو نجاح الجزائر، والمدافعين عن الحقيقة والشرعية والعدالة”. وقد قوبلت هذه التصريحات بترحيب كبير من وسائل الإعلام السلوفينية التي منحت الزيارة حيزا كبيرا لأهميتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى