مجلس الأمن : الجزائر تدين التدخلات الخارجية في السودان و تطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق
"كل لحظة تأخير تكلفنا أرواحاً ثمينة"
نيويورك (الأمم المتحدة) | في بيان لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في السودان، تلاه السيد بن جامع نيابة عن مجموعة A3+، أكد السيد بن جامع على “الحاجة الملحة لوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”، قائلاً إنه “يجب على جميع الأطراف أن تلعب دورها في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية عبر الحدود وخطوط النزاع”.
وقال إن “نقاط الوصول المتعددة عبر الحدود ضرورية أكثر من أي وقت مضى لتجنب وقوع كارثة إنسانية أخرى”.
وأضاف في ذات السياق أن المجموعة “: “كما ن”تشجع الجهود الجماعية والتعاون المستمر من جانب الحكومة السودانية لنشر جميع الوسائل اللازمة لضمان وصول المساعدات الحيوية إلى الأشخاص المحاصرين في مناطق النزاع”.
و أشار إلى أن أكثر من 25 مليون شخص في السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويواجه مئات الآلاف من الأشخاص حقيقتين قاتمتين فقط : الحرب والمجاعة.
وتابع قائلاً إن التوقعات للأشهر المقبلة فيما يتعلق بسبل العيش والتدفقات التجارية ووصول المساعدات الإنسانية والأوبئة “مثيرة للقلق”.
وبالنسبة للممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، فإن “وصول المساعدات الإنسانية يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع زيادة الموارد والتمويل الكافي للتخفيف من معاناة الشعب السوداني”، معربا عن أسفه لكون “خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لا تزال تعاني من نقص في الموارد بنسبة تقل عن 35%” وأن “وضع خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين مماثل”.
وأصر على تكرار “مناشدة المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده لتحسين التمويل الإنساني وتعزيز الاستجابة الإقليمية، لا سيما في البلدان المجاورة، من أجل دعم أولئك الذين تمكنوا من الفرار من النزاع”.
وأعرب السيد بن جامع عن “قلقه البالغ” إزاء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر والاشتباكات المميتة في القرى المحيطة بها، ودعا الأطراف المتحاربة إلى “وضع الشعب السوداني في المقام الأول” وكرر دعوته إلى “وقف إطلاق النار الإنساني للسماح بالإجلاء الآمن إلى مناطق آمنة”.
ورحب في هذا السياق بجهود الوساطة الجارية، ولا سيما محادثات جنيف الأخيرة التي عقدها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنيف، داعياً الأطراف إلى “المشاركة بحسن نية”.
وأعرب السيد بن جامع عن دعمه الكامل لجهود الوساطة، بما في ذلك جهود الاتحاد الأفريقي والإيغاد (IGAD)، لإحلال السلام والاستقرار في السودان.
وتابع مؤكدا على ضرورة تنسيق الجهود والبناء على مبادرات الوساطة الحالية والمستقبلية وتجنب تجزئة الجهود وازدواجيتها”، واصفاً وساطةدولة جيبوتي الأخيرة ب “خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح”.
و لم يفوت ممثل الجزائر الفرصة بـ”التدخلات الخارجية التي تؤجج الأزمة وتعيق التقدم نحو السلام”، مشددا على أهمية أن تكون هذه التدخلات “مدانة علنا وبحزم”.
واعتبر أنه “من “الأهمية بمكان” أن يتحد المجتمع الدولي لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني التي تفوق الوصف وتمكينه من العيش في سلام وأمن، وقال: “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما تقف أمة بأكملها على حافة الانهيار”، مؤكدا أنه “حان الوقت للتحرك”. مضيفا بنبرة تحذيرية : “كل لحظة تأخير تكلفنا أرواحاً ثمينة”.
للتذكير، يواجه أكثر من نصف السكان، أي 26 مليون شخص في السودان، اليوم جوعًا حادًا، منهم 755,000 شخص يعيشون في ظروف كارثية، مع تسجيل وفيات مرتبطة بالجوع. كما أشار السيد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وفقًا للتقرير الأخير للإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي (IPC)، تم التنبؤ بظروف جوع كارثية للمرة الأولى في تاريخ دراسة الأمن الغذائي في السودان، كما ذكر السيد دوجاريك.