للإعلان
الجزائر

الجزائر تحت الأضواء : جولة في الروايات الإعلامية الدولية حول الانتخابات الرئاسية

أظهرت وسائل الإعلام الدولية، متابعة مستفيضة للديناميكية السياسية خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية الرئاسية الجزائرية، مسلطًة الضوء على القضايا الحاسمة التي تناولها المتلرشحون الثلاثة, و التي تشكل مستقبل هذا البلد الذي ما فتئ، منذ جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، يعزز من دوره المتزايد على الساحة الدولية، ساعيًا لاستعادة مكانته المحورية, وأكدت تلك الصحف أن هذا المنعرج السياسي سيؤثر على المنطقة”. وفقًا للعديد من وسائل الإعلام، تميزت هذه المرحلة الأولية بخطاب ملتزم، يركز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية. كما أفادت وسائل أخرى أن كل مرشح قدم رؤيته، مدركًا من أن المجتمع الجزائري الذي يمثل الشباب فيه نسبة 75%، يتسم بمتطلبات متزايدة ووعي بالتحديات الوطنية والدولية، حيث لا تزال صدمات الماضي محفورة في ذاكرتهم.

Mf

كتبه | رشيد غيزالي


الجزائر | بدأت الحملة الانتخابية للرئاسة المقررة في 7 سبتمبر بأسبوع أول غني بالأحداث، مما جذب انتباه العديد من الصحف والمواقع الإخبارية الدولية. وقد أجمعت هذه الأخيرة على الإشارة إلى الديناميكية الإيجابية التي تنشط الساحة السياسية واهتمام المرشحين بالالتزام بقواعد الخطاب الانتخابي، مع ملاحظة خصوصية الأمن والهدوء الذي يميز هذه الحملة، بعيدًا عن الاضطرابات التي شهدتها المواعيد السابقة.

تحت عنوان “الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية للرئاسة في الجزائر”، تناول موقع “الجزيرة.نت” خصوصيات هذه الحملة، التي انطلقت في 15 أغسطس. وقد أبرز الموقع تعبئة الأحزاب السياسية لدعم مرشحيها وتنظيم تجمعات شعبية. وفي هذا السياق، أشار الموقع إلى الدعم المتزايد من عدة أحزاب سياسية للمرشح المستقل السيد عبد المجيد تبون. تعكس التجمعات المنظمة الحماس الجماعي، وتؤكد تصريحات بعض قادة هذه الأحزاب أن هذا الدعم ينطلق من “الإنجازات الإيجابية التي تحققت خلال ولايته الأولى، على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، وعودة البلاد إلى الساحة الدولية كفاعل إقليمي وعالمي”.

فيما يتعلق بحملة السيد عبد العلي حساني شريف، مرشح حركة المجتمع للسلم (MSP)، فقد أبرز مدير حملته، أحمد سادوك، “خطة عمل من ثلاث مراحل”، تبدأ بنقاشات مفتوحة مع المواطنين خلال الاجتماعات التي تم تنظيمها منذ انطلاق الحملة. تعكس هذه المقاربة التشاركية رغبة في الاستماع والانخراط مع هموم الناخبين وخبرة هذا الحزب في مثل هذه اللقاءات.

من جانبه، أشار السيد وليد زعانبي، نائب مدير الحملة الانتخابية للسيد يوسف عوشيش، ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية (FFS)، إلى حماس كبير لمشروعه ورؤيته، كما تبين من تدخلاته في مختلف المناطق. يظهر هذا الاهتمام المتزايد بالأفكار المقترحة رغبة في التغيير والابتكار.

في نفس السياق، أبرز موقع “العربي.كو” أنه، على عكس الانتخابات السابقة، تجرى الرئاسة في الجزائر هذه المرة في مناخ من الهدوء، بعيدًا عن المناقشات الحادة بين المرشحين. كل مرشح للمنصب الأعلى يلتزم بدقة بقواعد الخطاب السياسي، مما يسلط الضوء على بدائل بناءة وحلول للقضايا الاقتصادية والاجتماعية.

تناول مقال آخر من نفس الصحيفة شعارات المرشحين، التي اعتبرها خبير في الاتصال السياسي “ملائمة”، مما يعكس رؤية كل مرشح. وهذا يدل على حملة مدروسة، حيث كل رسالة لها قيمتها.

أما صحيفة “الشرق الأوسط”، فقد تناولت بشكل موسع التزامات المرشحين خلال التجمعات الشعبية، لصالح تحسين الأداء الاقتصادي، وخلق فرص عمل للشباب، وزيادة الرواتب وتحقيق العدالة الاجتماعية. تظهر هذه الوعود وعيًا بالتحديات الحالية ورغبة في تقديم إجابات ملموسة لجيل يزداد تطلبًا وطموحًا للتغيير.

الشباب والاقتصاد من القضايا الأساسية، كما تقدر العديد من المواقع الإخبارية.

أولى الصحافة الدولية اهتمامًا خاصًا للمواضيع التي تم تناولها في خطب وبرامج المرشحين للرئاسة، لا سيما الحفاظ على الاستقرار في مواجهة التحديات الخارجية والاهتمام بالقضايا المتعلقة بالشباب والتنمية الاقتصادية.

بثت قناة “روسيا اليوم” تقريرًا بعنوان “الحملة الانتخابية في الجزائر تركز على الموضوعات الكبرى التي تهم الجزائريين”. وأكد هذا التقرير أن القضايا الداخلية والخارجية للبلاد هي محور خطب المرشحين، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وكذلك هموم الشباب، الذين يحتلون مكانة مركزية في تدخلات المرشحين.

كما سلط التقرير الضوء على توافق المرشحين بشأن السياسة الخارجية والدفاع الوطني للبلاد، لا سيما فيما يتعلق بدعم القضايا الدولية وإدانة الحرب الصهيونية على قطاع غزة.

تناقشت الإذاعة الدولية الفرنسية، “مونت كارلو الدولية” (MCD)، مع خبراء حول موضوع “الشباب وتحديات الانتخابات الرئاسية في الجزائر”، مشيرةً إلى سير الحملة الانتخابية بشكل طبيعي وتفاعل المواطنين، رغم موجة الحر. وقد أكد المتدخلون أن القضايا المتعلقة بالشباب تثير اهتمامًا كبيرًا لدى المرشحين الثلاثة، مما يشكل قاسمًا مشتركًا بين برامجهم الانتخابية وملفًا قد أعاد إشعال المنافسة. وهذا يعكس، وفقًا للخبراء المدعوين، “الأهمية الحاسمة للشباب في تحقيق انطلاقة اقتصادية، مشيرين إلى الإصلاحات الأخيرة في مجال مشاركة الشباب في الحياة السياسية وتمثيلهم داخل المؤسسة التشريعية”.

جيش الشكوك الإلكترونية…

وفاءً لعاداتهم، لم يتأخر بعض الإعلاميين، الذين لم تعد مصالح رعاتهم سرًا، في انتهاز الفرصة لانتقاد الحملة الانتخابية الرئاسية الجزائرية. مترصدين خطابات المرشحين، وتبدو هذه الوسائل الإعلامية، التي يرتبط بعضها بأنظمة لم تعرف قط الانتخابات في أنظمتها، مصممة على تقويض معنويات الجزائريين، كما كان الحال في الماضي.

لقد زادت حدة هذه الانتقادات بشكل كبير بعد انطلاق حملة التعبئة من قبل مستخدمي الإنترنت الجزائريين، الذين عزموا على مواجهة هذه الحملة العدائية. تعكس هذه اليقظة، التي يمكن اعتبارها واحدة من النتائج الإيجابية للهجوم العالمي ضد البطلة الأولمبية إيمان خليف ودعم الجزائر للشعب الفلسطيني واللبناني، زيادة الوعي بين الجزائريين. كما أشار صحفي تونسي في أثير إذاعة محلية، فإن ذلك يشكل “دليلًا واضحًا على أن الجزائريين قد انتقلوا إلى درجة جديدة من الوعي بشأن الروابط الوثيقة بين القضايا الداخلية والخارجية التي تواجه البلاد”.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى