!!!ثورة مصر …تلك الخيبة الكبيرة
مليكة .س
لا يعقل ان تبقى مصر مكبلة وخاضعة ؟ ولا يعقل أن يستمر مبارك في فرض إرادته على الشعب المصري و توريث ابنه حكم مصر هكذا كان شعور المصريين وشعورنا نحن أيضا في كل الوطن العربي بعد ثورة تونس . كنا متأكديين أن حدثا ما سيكون كبيرا و سينطلق من مصر .وقناة الجزيرة كانت مسايرة أو مسيرة لمزاجنا ؟؟
مصر لم تكن هادئة تماما قبل أحداث تونس ، كان المجتمع يتحرك ، نقابة المحامين ،حركة كفاية ، الإخوان وغيرهم . لكن أحداث تونس ووقفة شارع بوقريبة يوم 14 جانفي 2011 ، شحذ الهمم ورفع الحماس إلى اقصاه ، كل شيء كان جاهزا للإنفجار الكبير !
في 25 جانفي ، خرج شباب مصر من كل الإتجهات ، في كل الإتجاهات ، فاجأوا الجميع ، في البداية كانت مجموعات صغيرة ثم بدأت الجموع تتكاثر الى ان امتلأت الساحات وبدأت الفوضى .
النظام يقمع شعبه ، يعتدي على المتظاهرين ويقتل بعضهم” هي الصورة اللاضقة والحية في اذهاننا !! ” والفرصة سانحة لقناة الجزيرة لتؤدي دور البطولة في مسرحيات الربيع العربي التي اجادت اخراجها او كتابتها ؟
لحظة بلحظة كانت القناة تغطي الاحداث أو تصنعها ؟؟
ركزت على شخصية حسني مبارك ، و رجاله .”لا بد ان يرحلوا” هكذا أراد الشعب المصري وارادت الجزيرة ايضا ؟
الجزيرة ليست قناة إعلامية لنقل الأخبار ، بل هي قناة تشارك في صنع الأحداث أو على الأقل في توجيهها ، وكان ذلك يسعدنا في البداية …نعم فلم نشك ان حسني مبارك تمسك بما فيه الكفاية بالكرسي ، وحتى ان خدم مصر في بعض الجوانب ، اضر كثيرا بفلسطنيي قطاع غزة ، حاصر هم و سبب لهم ويلات كبيرة ولم يسلموا من الحصار حتى اثناء الحرب الاحيرة على القطاع بين 2008 و2009.
صورة مبارك صارت لا تطاق في اذهاننا ، يوما بعد يوم كان الإعلام يكشف عن وجهه القبيح ؟؟ مبارك لم يعد فقط ذلك المتحالف مع اسرائيل ، بل ايضا ذلك الشيطان والفرعون الذي يقتل شعبه من اجل بقائه في السلطة .
مبارك صار رمزا للشر و الاستبداد ، للخيانة والظلم ، وكان هدفا لثورة شعبية تأججت يوما بعد يوم .
اعتصامات ، احتلال ميادين القاهرة الرئيسية و المدن الكبرى …شعب متحد في وجه طاغية …ما اجمل الصورة !!!
وجاءت ثورة مصربثقافة الجمعات الثورية التي اذهلتنا …فكانت جمعة الغضب التي اخرجت آلاف المصريين من كل المدن الى الشوارع و التي انزلقت فيها الامور بلا رجعة وخرجت من ايادي الدولة فاضطر الجيش للنزول الى الشوارع وتاييد الثورة فيما بعد ثم جمعة الرحيل التي شهدت احداثا خطيرة ، هدد فيها المتظاهرون بالزجف على القصر الجمهوري ،واخيرا جمعة النصر حين اعلن حسني مبارك تنحييه عن حكم بلاده بعد اكثر من 22 يوم من الفوضى و الثورة
لم يكن يوما عاديا …يوم 11 فيفري 2011
كلنا صدقنا ان العالم العربي سيدخل عهد الديمقراطية و الشعوب الحرة ، حتى صورة الإخوان وهم جنبا الى جنب مع المسحيين الأقباط في الساحات أذهلنا ، واعتقدنا انى عصرا سيولد من هذه الساحات التي لمت الفقراء و الاغنياء ، المتعلمين والبسطاء وكل طوائف الشعب .
الأمل كان كبيرا ، و فرحة المصريين مثل فرحتنا كانت عارمة !!لحظات فرح …وبعدها مشوار من الآلا من فجر الثورة ؟؟ من يقودها ؟؟ من رسم اهدافها ومن يحمييها ؟؟
كل هذه الاسئلة بقيت غامضة ، فكل ما حدث بعد رحيل مبارك ، لم يثبت ان الشعب المصري قد صنع فعلا ثورة للحرية ؟
شعب مصر انتخب بالاغلبية على مرشح لم يكن يمثل النظام الذي ناضل من اجل ازالته …انتخب
مرسي الاخواني …ولم يكن الاخواني يخيف احدا بعد ذلك الزخم الثوري الذي جمع كل اطياف مصر
لكن هل كان ممكنا لشخصية ضعيفة مثل شخضية مرسي ان تقود بلدا يشهد انقلابا جذريا في ظروف استثنائية ؟؟ ومن هومرسي؟؟ كيف ظهر فجأة و رضي عنه الغرب ؟؟
بعد اقل من سنة …وبعد أخطاء كارثية ارتكبها الحكام الجدد في حق ا لمصريين وفي غير المصريين …خاصة بعد تدخله القيبح في الأزمة السورية مباشرة و استقباله لمؤتمر نصرة سوريا ؟حيث اظهر انحيازا مطلقا لجماعات الاخوان المسلمين وكأن الشعب المصري قدم شهداء و ثار من اجل اسلمة مصر و توجيهها في هذا النهج ؟؟؟
بدأت خيبات الشعب المصري تتزايد من حكام ضيقي الأفق ، محدودي الرؤى ، فمرسي الذي حملته الثورة الى كرسي الرئاسة لم يسعى الى رد الاعتبار لكرامة الشعب المصري الذي اهانته اتفاقيات العار “كامب ديفيد ” بل حرص عليها كل الحرص ، بينما تسارع لطرد السفير السوري و الافصاح عن جنونه ورغبته في اسقاط النظام السوري الذي وقف صامدا في وجه اسرائيل ولم ينجر الى اتفاقيات سلام مذلة مثلما حدث مع مصر .! وتناسى وعود امريكا بمعاقبة سوريا لدعمها حلف المقاومة في لبنان وفلسطين كأنه ينتمي الى عالم آخر ومنطقة اخرى غير منطقته التي يعرف كل تفاصيلها .
الشعب المصري لم يثر من اجل تمكين الاخوان المسلمين من حكم مصر و من اجل مشروع اخواني …الشعب المصري في ساحاته كان يرفع الانجيل والقرآن ….كان يحلم بالرجوع الى الخط الوطني المقاوم للمشاريع الصهيونية في المنطقة ….فكيف تقاطعت مشاريع الاخوان المسلمين في مصر وارادة الصهاينة في كسر شوكة المقاومة وظهرها في سوريا ؟؟
هل حقا ثار الشعب المصري ؟؟ لا شك
لكن ما لا فيه شك ايضا ….ان ثورته سرقت ….وان الاخوان مخترقون واريد بهم ومن خلالهم تنفيذ مشارع تتجاوز عقولهم الضيقة فعلا !!!وهكذا
صنعوا خيبة المصريين وخيباتنا بقصر نظرهم وضيق افقهم ….وحولوا اعظم ثورة شعبية حديثة في تاريخ مصر الى مجرد فوضى و وسيلة لتمرير اجندات الفوضى الخلاقة التي بشرت بها السياسة الامريكية …..وضيعوا فرصة تاريخية كان ممكنا ان تصنع تاريخا فاصلا بين انحطاط امة باكملها ونهوضها ….كان ممكنا ان يعانقوا المقاومة في لبنان وسوريا ولا يقبلوا الاختراق ؟؟
كم كان ممكنا غير ان ضيق الافق سار بهم الى حد المشي في مشاريع يتم التخطيط لها في قطر وتركيا ؟؟
.لا تنجح ثورة تسلم نفسها لمن لا يستحق شرف قيادتها
…..يتبع