اختارالرباط منبرا له: وزير خارجية “إسرائيل” يكشف عن نوايا الكيان تجاه الجزائر وفلسطين
بقلم: أحمد طالب أحمد
جاءت تصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني خلال ندوة صحفية عقدها رفقة محسن الجزولي الوزير المنتدب لدى وزارة خارجية الملك عقب تدشينه ممثلية دبلوماسية لبلاده بالرباط. وتعتبر هذه الزيارة العلنية الأولى لمسؤول إسرائيلي كبير منذ تطبيع علاقات أواخر العام الماضي.
وبدل الخوض مطولا في الحديث حول العلاقات الثنائية سارع يائير لابيد ببعث رسائل تجاه الجزائر والفلسطينيين بالخصوص مستعملا كعادته البعبع الإيراني. حيث صرح قائلا في ختام زيارته إلى المغرب أمس الخميس: “لقد ناقشنا موضوع الصحراء والقضايا التي تهم البلدين، علما أنه لم يضف لكلمة الصحراء لا كلمة غربية و لا “مغربية “، وأضاف: “نحن نتشارك مع المغرب بعض القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران وهي تقوم حاليا بشن حملة ضد قبول “إسرائيل” في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب.”
وأضاف وزير خارجية الحكومة اليمينية المتطرفة للاحتلال بكلمات يحمل فحواها نقيض شكلها الرنان، أنه يمكن للمغرب أن” يلعب دورا محوريا في النزاع “الفلسطين-الإسرائيلي”، مشيرا أن “حكومته تؤمن بحل الدولتين لكن لا يرى للأسف أي اتجاه لإيجاد حل للنزاع في الوقت الراهن” مفسرا أن الفلسطينيين فضلوا البقاء في الفقر والذل على أن يقبلوا اقتراحاتنا السخية” مختتما كلمته بتخيير الفلسطينيين بين “إسرائيل” أو محور إيران“.
ويرى مراقبون أن تصريحات يائير لابيد على انها تهديد للاستقرار في المنطقة للثأر من مواقف الجزائر تجاه النظامين اللذان تجمعهما سياسة الاحتلال وانتهاك للحقوق الشرعية للشعبين الصحراوي والفلسطيني خاصة بعد الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في كشف خبايا أكبر فضيحة تجسسيه وهي فضيحة “بجاسوس” التي كشفت كيف استعمل الكيان الصهيوني مخابرات المخزن للتجسس على أعداءه وحلفاءه على حد السواء.
بالرغم أن تصريحات وزير دولة الاحتلال لم تكن مفاجئة إلا أنها لا تخلو من الرمزية بحكم أن أنه اختار الرباط كمنصة للرد على تحركات الجزائر الرمية إلى إلغاء القرار الارتجالي الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بتمكين “إسرائيل” من التوغل إلى كواليس المنظمة التي بنيت على مبدأ محاربة كل أشكال الاستعمار والعنصرية، علما أن القرار جاء غداة اجتماع سفير “إسرائيل” مع موسى فكي بحضور سفير المغرب في أديس أبابا.
كما أنها تؤكد التحذيرات الجزائرية من مشروع الهادف لتفكيك مشروع تطويق الجمهوريات العربية عن طريق الحروب من الجيل الرابع الناعمة، خدمة للقوى الاستعمارية النيوليبرالية. هذه الرؤية تتقاسمها أصوات كثيرة في المملكة المغربية . فبالموازات مع مظاهرات التنديد الشعبية بالتطبيع، تعالت تنديدات في أوساط الطبقة المثقفة والمنظمات تتساءل فيها هل العائلة المالكة فقدت السيطرة على أجهزتها الدبلوماسية والمخابراتية.
ووصف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، يوم الاثنين، مقال رئيس مكتب وكالة المغرب العربي بأثيوبيا، والذي اعتبر فيه منح إسرائيل” صفة مراقب لدى الاتحاد الافريقي ” هزيمة دبلوماسية للجزائر “، “بالفضيحة”، مؤكدا أن الشعب المغربي لن يقبل بهذه “السقطة المدوية. “
وعشية زيارة يائير لابيد اعتبرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن السياسة الخارجية التي يقودها ناصر بوريطة وبعض السفراء من أمثال عمر هلال وعبد الرحيم بيوض انخرطت في انقلاب على ما هو وطني لفائدة ولمصلحة الكيان الصهيوني حتى أصبح العديد من المواطنين يتساءلون عن حق، حول ما إذا أصبح هؤلاء الدبلوماسيين يتحدثون باسم الرباط أم باسم تل أبيب التي أصبحوا يدافعون عنها وعن مصالحها”.
و أضاف البيان أن هذه الزيارة “جريمة كبرى وخطوة جديدة على مسار التطبيع مع العدو الصهيوني الذي دشنته الدولة المغربية رسميا، وصار مطبوعا بالهرولة من قبل عدد من مسؤولي الدولة وقطاعات أخرى رسمية وشبه رسمية على أكثر من مستوى”، خاصة على “صعيد الدبلوماسية والسياسة الخارجية بقيادة الوزير “بوريطة
بيان المنظمة هذا لم يكن وحيدا بل يأتي كتأكيد لما حذر منه وزير الاتصال الجزائري البروفسور عمار بلحيمر منذ و أشهر من أنه أصبح للكيان الصهيوني حدودا مع الجزائر يستغلها لخوض حربا شعواء ضدها مضيفا أن “مقايضة معالتزكيات بين المحتلين لا جدوى منها ولن تصمد أمام إرادة الشعوب”.
،كما عبرت تونس عن نفس الانشغال حيث حذر خبراء البلدين من أن وجود إسرائيلي في المنطقة من خلال المغرب يرجح معه حدوث “عمليات تجسس ودعم لمجموعات إرهابية ومتطرفة، وزعزعة الاستقرار”، خاصة أن مجالات التعاون بين الرباط وتل أبيب تشمل بما في ذلك الجانب الأمني والاستخباراتي.