الجزائر – نجح مجمع سونلغاز في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير في عدة مجالات تشمل الكهرباء و معدات متطورة كالتوربينات البخارية إلى جانب خدمات التكوين، حسب ما صرح به الناطق الرسمي للمجمع العمومي.
وأوضح الناطق الرسمي لسونلغاز، خليل هدنة، في تصريح صحفي، أن “تحقيق سونلغاز (خلال سنة 2022) رقم قياسي في مجال التصدير يقارب 217 مليون يورو، يندرج في إطار استراتيجية الدولة المتعلقة بزيادة معدل الإدماج الوطني وخفض فاتورة الاستيراد”.
وهي الاستراتيجية، التي سمحت للمجمع العمومي بالمساهمة في إدخال العملة الصعبة للبلاد من خلال “القيام بالعديد من العمليات تشمل تصدير الكهرباء ومعدات متطورة كالتوربينات البخارية وخدمات التكوين” يضيف ذات المسؤول.
وفيما يتعلق بمجال الكهرباء، أوضح ممثل المجمع العمومي ، أن “سونلغاز تصدر هذه الطاقة الى تونس الشقيقة بمعدل يفوق 500 ميغاواط”.
كما أشار في ذات السياق إلى أن” هناك دراسة لقيام المجمع بتصدير الكهرباء الى ليبيا و اخرى للتصدير نحو ايطاليا ومن خلال هذه الأخيرة ولوج العديد من الدول الأوربية”.
ولفت في هذا الشأن الى ان” مجمع سونلغاز قد حقق اكتفاء ذاتيا في مجال انتاج الطاقة الكهربائية ،والذي يفوق معدل الاستهلاك الوطني”.
وتابع بهذا الخصوص، ان عمليتي تصدير الكهرباء وتأمين الطلب الداخلي” لم تتأثرا، بالرغم من تسجيل ذروة تاريخية (استهلاك الطاقة الكهربائية) خلال صائفة 2022، وصلت 16822 ميغاواط، و ذلك باعتبار ان انتاج الطاقة الكهربائية من طرف سونلغاز تفوق 25 الف ميغاواط”.
أما في مجال المعدات المتطورة، فقد افاد السيد هدنة ان سونلغاز تقوم بتصنيع وإنتاج المعدات و شفرات قطع الغيار للتوربينات للدول الاوروبية ، مشيرا الى ان هذه الشفرات تتطلب تكنولوجيا عالية و حديثة.
وفي هذا الصدد، ذكر بعملية تصدير توربينات بخارية من فرع سونلغاز، شركة “جنرال إلكتريك General Electric الجزائر للتوربينات” (جيات)، نحو دول الشرق الأوسط الى جانب عمليتي تصدير شفرات قطع الغيار للتوربينات الغازية والبخارية من الشركة الجزائرية للصناعات الكهربائية والغازية (وحدة الصيانة و التصنيع لقطع الغيار) بالمسيلة نحو هولندا مضيفا انه ستتبعهما عملية تصدير ثالثة.
وفيما يخص خدمات التكوين، قال السيد هدنة، ان سونلغاز يقوم بتصدير الخبرة في مجالي الكهرباء والغاز، لافتا إلى أن المجمع قدم خدمات التكوين من خلال مختلف مدارسه المنتشرة عبر الوطن، لفائدة عمال من 11 دولة افريقية.
من جهة أخرى، ذكر بولوج المجمع العمومي مجال الطاقات المتجددة من خلال اطلاق مناقصة وطنية ودولية لإنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية موزعة على 11 ولاية ، بطاقة إجمالية تبلغ 2000 ميغاواط.
وختم بالقول” اصبحت سونلغاز قامة في مجالات الانتاج والتوزيع والنقل والمهنية و صنيع المعدات الكهربائية والغازية وحتى في تصدير الخبرة الجزائرية في مجال الكهرباء و الغاز”.
ويبدو أن “سونلغاز ستمضي إلى أبعد من ذلك بتنفيذ خطتها الاستراتيجية 2035 التي تعد جزءًا من سياسة التصنيع الوطنية ، والمتمثلة في تحقيق سلسلة من المشاريع الصناعية بالشراكة ، على أساس التنمية”. الموارد المحلية والمزايا النسبية التي تتمتع بها الجزائر “.
و لعل تصنيع التوربينات الذي كان حكرا على دول قليلة في العالم أكبر دليل على تخطي مجمع سونالغاز بقيادة طاقمه الجديد خطوات كبيرة نحو الدخول الى العالمية على غرار مجمع سوناطراك.
تصدير التوربينات الغازية والمواد المساعدة المصنعة والمجمعة في وحدات GEAT – بالكامل تقريبًا بواسطة موظفين جزائريين محليين بالاشتراك مع خبراء جنرال إلكتريك العالميين – هو تتويج لسنوات عديدة من التخطيط والعمل الجاد. ويمثل فقط مقدمة لكل ما يمكن أن يكون تحقق في هذا المجمع.
باستثمار يقدر ب168 مليون دولار امريكي (حوالي 22 مليار دينار جزائري).لقد أوجد المشروع الجزائري الإمريكي 150 وظيفة مباشرة ومن المتوقع أن يخلق ما يصل إلى 200 وظيفة أخرى بحلول عام 2024.
كما تنتهج الشركة سياسة ادماجية كشرط من شروط الشراكة ختي يتسنى للمهندسين الجزائريين من الإستفادة من الإنتقال التكنولوجي. على سبيل المثال, فقد استفاد موظفو GEAT ، الذي يضم مهندسين ومشغلين وخبراء لوجستيين وموظفين إداريين ومهارات أخرى ، بالفعل من أكثر من 30000 ساعة من التدريب في الهندسة ، وأساليب التصنيع ، والقيادة ، والصحة والسلامة والبيئة المقدمة في المعاهد العامة والخاصة في الجزائر ، وكذلك في مصانع جنرال إلكتريك في فرنسا والهند والمجر. أظهر المجمع كيف يمكن للسياسة الصناعية أن تساهم في تنمية المناطق النائية في الجزائر وبالتالي تمهد الطريق لمشاريع مستقبلية تولد الثروة والوظائف.
