كتبته | فريال لعويني
نيامي | سلم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, أحمد عطاف, رسالة خطية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, إلى نظيره النيجري محمد بازوم, حسب بيان للوزارة اليوم الخميس.
و جاء في البيان : “بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, حل اليوم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, السيد أحمد عطاف, بنيامي عاصمة جمهورية النيجر في زيارة عمل تندرج في سياق تعزيز علاقات التعاون والتضامن وتكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين”.
و اضاف بيان الوزارة : “و قد حظي الوزير أحمد عطاف خلال هذه الزيارة بمقابلة الرئيس محمد بازوم, حيث سلمه رسالة خطية من أخيه الرئيس عبد المجيد تبون وأبلغه تحياته الأخوية والتزامه التام بمواصلة العمل معه لتجسيد طموحهما المشترك في تقوية الروابط التاريخية بين الجزائر والنيجر وبناء شراكة اقتصادية تعود بالنفع على الجانبين وعلى المنطقة برمتها”.
في هذا السياق, “تم التأكيد على الأهمية والعناية التي يوليها الرئيسان لتجسيد برامج التضامن التي تشرف عليها الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي لفائدة سكان شمال النيجر تحديدا منطقة أغاداز وكذا مشاريع التعاون الاقتصادي, سواء ذات الطابع الثنائي في قطاع المحروقات، أو متعدد الأطراف على غرار مشروعي الطريق وخط الألياف البصرية العابرين للصحراء ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا-الجزائر مرورا بالنيجر”.
ومن جانب آخر, “ثمن الطرفان التوافق الكبير في مواقف البلدين إزاء التطورات المشهودة إقليميا وقاريا ودوليا في ظل التزامهما الراسخ بمبادئ الوحدة الافريقية وسعيهما المشترك للدفع بأهداف التنمية والاندماج القاري, فضلا عن تمسكهما الدائم بمبادئ عدم الانحياز وسط الاستقطاب الحاد الذي أضحى يميز منظومة العلاقات الدولية المعاصرة. في هذا المجال، أطلع الوزير أحمد عطاف سيادة الرئيس محمد بازوم على واقع العلاقات في المنطقة المغاربية وكذا على الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إزاحة العقبات التي تعترض مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي, وهي المساعي التي أكد الرئيس محمد بازوم دعمه التام لها في إطار عضوية النيجر للجنة الوساطة الدولية تحت رئاسة الجزائر”.
و في الختام, “أعرب الرئيس محمد بازوم عن تقديره الكبير لجهود أخيه الرئيس عبد المجيد تبون, مؤكدا أنه يتقاسم تماما نظرته الطموحة حول المستقبل الواعد للعلاقات بين البلدين الشقيقين وكذا حول سبل وآفاق ارساء دعائم السلم والاستقرار والتنمية المستدامة في جوارهما المباشر وعلى الصعيد القاري”.
و ختم الرئيس النيجيري كلامه قائلا أن تقارب وجهات النظر بيننا حول كل هذه المواضيع كانت جلية و هذا “لا يفاجئ أحدا لأن علاقات التشاور والحوار بين النيجر والجزائر تتم دائما في هدوء وتفاهم واتفاق “.
و كان المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية, قد عقد جلسة عمل مع نظيره النيجيري, حاسومي مسعودو, تمحورت حول الآفاق الواعدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين, إلى جانب التشاور والتنسيق بخصوص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, حسب بيان اليوم الخميس للوزارة.
وأوضح البيان : “بهذه المناسبة, استعرض الطرفان التقدم المحرز في تجسيد النتائج التي تمخضت عنها زيارة العمل والصداقة التي قام بها الرئيس محمد بازوم إلى الجزائر شهر جويلية 2021 وما تلاها من لقاءات ثنائية بين قائدي البلدين تمخضت عن توجيهات وقرارات هامة لتجسيد مشاريع حيوية لفائدة النيجر على غرار انجاز محطة توليد للكهرباء بالطاقة الشمسية, تشجيع بروز أقطاب للصناعة الغذائية وتجسيد مركز للتكوين المهني، وكذا افتتاح ممثلية للشركة الوطنية للمعارض والتصدير وفرع لبنك الجزائر بنيامي. كما تم الاتفاق على برنامج الاستحقاقات الثنائية المقبلة، لا سيما الدورات المقبلة لكل من اللجنة المشتركة الكبرى واللجنة الثنائية الحدودية، فضلا عن مجلس رجال الأعمال الجزائري-النيجيري”.
و تابع بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج: “فيما يتعلق بالتطورات الراهنة في محيطهما الإقليمي، أكد الطرفان على تطابق مواقف البلدين حول سبل مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل والصحراء، حيث أشادا بمستوى التنسيق بين البلدين سواء على الصعيد الثنائي عبر آليات التعاون الأمني، أو على المستوى متعدد الأطراف من خلال لجنة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC).
في هذا السياق، “أعرب الوزير حاسومي مسعودو عن اعتزازه بما يجمع البلدين من مواقف مبدئية وموحدة مؤكدا بخصوص قضية الصحراء الغربية، أن النيجر يدعم بقوة حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره وفقا لما تم الاتفاق عليه في خطة التسوية للأمم المتحدة، مشددا على الحاجة إلى تفعيل مبدأ الحلول الافريقية للمشاكل القارية خاصة في ظل حالة الجمود التام للعملية السياسية لحل النزاع في هذا الإقليم”.
وفي الختام، أكد الطرفان على “تمسكهما بتقاليد تبادل الدعم لفائدة ترشيحات البلدين في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية”