للإعلان
الجزائرعربي

ماذا يعني تراجع الجامعة العربية عن تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية” وما دور الجزائر والسعودية؟

في تغير ملفت يوحي بتغير غير معهود في خريطة الصراع بالشرق الأوسط و علاقات العالم العربي الدولي, أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أنّ الجامعة لم تعد تصنف حزب الله “منظمة إرهابية”، الذي أقرته منذ 8 أعوام.

Mf

كتبه | أحمد زكريا


جاء ذلك، في تصريح متلفز لقناة “القاهرة” الإخبارية، عقب ز حسام زكي لبيروت حيث أوضح الأمين العام المساعد أنّ القرارات السابقة للجامعة تضمّنت تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”، الأمر الذي أدى إلى قطع التواصل معه، لكنه أشار إلى توافق الدول الأعضاء على عدم استخدام هذه الصيغة، وهو ما أتاح إمكان التواصل مع الحزب “

وأكّد زكي أنّ جامعة الدول العربية لا تملك قوائم إرهابية رسمية، وأنّ جهودها لا تتضمن تصنيف كيانات “منظمات إرهابية”.

وفي سياقٍ آخر، أعرب الأمين العام المساعد للجامعة العربية عن دعم الجامعة لأيّ جهد يمكن أن يؤدي إلى انتهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جمهورية في لبنان، مشيراً إلى أنّ الجامعة العربية ناقشت مع الكتل النيابية التصعيد المحتمل في جنوبي لبنان و التهديد الإسرائيلي بشن حرب شاملة على هذا البلد العربي

ولفت زكي إلى أن مسألة الحرب في الجنوب أخذت وقتاً مهماً من الاتصالات، معرباً عن أمله ألّا تتطور الأمور لأن “الدلائل الواردة من الجانب الإسرائيلي مقلقة وتعبر عن رغبة في توسيع الحرب على لبنان، وهو أمر مرفوض من الجامعة العربية”.

ولفتت الصحف اللبنانية إلى أن الأمين العام المساعد للجامعة العربية، زار بيروت والتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وهو الاتصال الأول بين الجامعة العربية وحزب الله منذ أكثر من 10 أعوام. وصنّفت الجامعة العربية حزب الله “منظمة إرهابية”، في آذار/مارس 2016، لكن القرار قُوبل حينها بتحفظات من لبنان والعراق.

ما دلالات تغير موقف الجامعة وماهو دور الجزائر والسعودية؟  

وأثار الموقف الجديد للجامعة العربية الذي جاء من دون الإعلان عن أي نقاش رسمي، أسئلة كثيرة في الساحة اللبنانية والعربية واعتبرته موقفا يقوي شوكة المقاومة اللبنانية في مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني الذي ينوي جر حلفاءه الغربيين في حرب شاملة تغطي هزائمه العسكرية في غزة وشمال فلسطين ونكساته الدبلوماسية في الساحة الدولية، خاصة في مجلس الأمن والمحاكم الدولية.
فخلال زيارته إلى لبنان التقى زكي برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وأبلغه بأن الجامعة لم تعد تصنّف الحزب تنظيماً إرهابياً. وفيما فسرت جهات أن تغير موقف الجامعة اللافت ما هو إلا وسيلة للبحث عن دور لها في الساحة اللبنانية التي تنذر بالاشتعال في ظل شغور منصب الرئاسة، إلا أن آخرين الكثير من المحللين أن هذا الموقف من ِانه ان يخلق نوعا من التوازن في داخل الجامعة، فمن جهة من شأن الجامعة من خلال إبقاء التواصل مع حزب الله قطع الطريق أمام المبادرات الغربية لوأد اتفاق الطائف والدور السعودي في لبنان والمنطقة خاصة في ظل التقارب السعودي الإيراني والسعودي السوري.

كما أن الاختراق الدبلوماسي الجزائري من داخل أروقة مجلس الأمن أين تمثل فيه الجزائر المجموعة العربية كان له الدور الكبير في ضرورة التعامل مع قوى المقاومة بمعادلتها الجديدة التي فرضتها المقاومة في غزة وفلسطين. كما أن الجزائر استثمرت في هذا الصدد التقارب السعودي الإيراني. ولعل مواقف وتصريحات التي أطلقها الرئيس الجزائري في عدة مناسبات وطنية ودولية حول دعم بلده اللامشروط لبنان حكومة وشعبا بكل أطيافه، أحد الدلالات على هذا التحرك الجزائري التي تنوي استرجاع دورها التاريخي في شمال افريقيا والشرق الأوسط.

و الجدير بالذكر أن الموقف الجزائري من المقاومة اللبنانية وحزب الله بالأخص بقي ثابتا أذ طالبت منذ سنوات بعدم تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية معتبرة ذلك ِان يخص اللباننيين الوحيدن المخول له القيام بذالك، مشيرة ان حزب الله حركة سياسية لا يمكن من دونها حفظ التوازن السياسي الداخلي للبنان.

زيارة زكي كانت بناء على تكليف شخصي من الأمين العام للجامعة العربية. والقصد في إعطاء هذه الصفة هو محاولة لعدم إلزام كل أعضاء الجامعة بالمجريات والتفاصيل أو النتائج في ظل نشاط بعض الدول المطبعة والتي تلعب على الحبلين على غرار الإمارات والمملكة المغربية.

 وتر بعض الصحف اللبنانية في هذا السياق أنه ليس من السهل أن يمر هكذا قرار من دون حصول نقاش حوله أو بروز تطورات استدعت هذه الخطوة. إلا إذا كانت الجامعة العربية قد دخلت في دوامة من التشظيات والتناقضات. فرب ضارة نافعة، فعدم إقحام مؤسسة الجامعة مباشرة يمكنه ان يضيق مساحة المناورة للدول المطبعة المعادية للمقاومة بخريطتها الجديدة، كما من ِانها فسح هامش التفاوض لصالح تلك المترددة تحت وطأة الابتزاز السياسي واقتصادي الغربي.  


مرت أيام على هذا القرار من دون أي موقف واضح من الجامعة العربية، ومن دون أي بيان من الدول الأعضاء، إذا كانت تؤيد ما جرى أم تعارض. ولكن مصادر أخرى تفيد بأن هناك اتصالات تجري بين بعض الدول والجامعة للاستفسار. بعض الإجابات التي ترد تفيد بأنه في ظل الظروف والأوضاع القائمة والمخاطر المحدقة في لبنان، من جراء احتمال التصعيد الإسرائيلي، لا بد من أن يكون هناك احتضان عربي للبنان، فيما آخرون ينظرون إلى ما يجري بأنه محاولة لتليين الموقف مع حزب الله، والدخول معه في نقاش ومفاوضات لتجنب الحرب والتصعيد، وللمساهمة في صناعة اتفاق سياسي أو ديبلوماسي لوقف المواجهات الدائرة في الجنوب.

رأي آخر يشير إلى أن الجامعة لا تريد أن تبقى غائبة عن الساحة اللبنانية، في مقابل تقدم دول عديدة لا سيما فرنسا والولايات المتحدة بمبادرات ومساع، لتسوية الأوضاع العسكرية والسياسية. وتريد الجامعة أن يكون لها حضور في ملف الانتخابات الرئاسية، خصوصاً بعد تراجع فرص اللجنة الخماسية في تحقيق أي خروقات. كما هناك من يربط ما يجري في سياق الانفتاح العربي على سوريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى