للإعلان
الجزائر

انطلاق حملة الرئاسيات بالجزائر : ماهي حظوظ المرشحين الثلاث

تتنافس ثلاث شخصيات على منصب القاضي الأول في البلاد وهي عبد العالي حساني شريف، رئيس حركة المجتمع من أجل السلام (MSP) المحسوبة على التيار الإسلامي، ويوسف عوشيش، الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية (FFS) ، والرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون، الذي يبدو من خلال ما حققه من نتائج في ولايته الأولى أنه قد وضع السقف عاليا. فعلى مدى 21 يوماً، سيتواصل هؤلاء المرشحون مباشرة مع الناخبين من خلال الاجتماعات و اللقاءات الإعلامية، سواء على الصعيد الوطني أو المحلي.

MF

كتبه | عبد الرحمن بن ناجم


الجزائر | في سياق وطنيمتوجس من الإضطرابات الإقليمية والدولية، تثير الحملة الانتخابية للرئاسية المبكرة في الجزائر، المقررة في 7 سبتمبر، حماساً كبيراً على الصعيدين الداخلي والخارجي، نظراً للقضايا والتحديات التي تنجم عنها. ينتظر الناخبون الجزائريون، الذين أصبحوا أكثر اشتراطا لإجابات ملموسة على التحديات التي تمس اهتماماتهم اليومية. وتعتبر قضايا العمل، والأمن الاجتماعي، ومكافحة الفساد من بين الأولويات. كما أنهم يتابعون باهتمام السياسة الخارجية، مترقبين كل موقف يتخذه البلد بشأن القضايا الدولية، لاسيما فلسطين، والصحراء الغربية، والأندماج الإفريقي.

يجب على كل مرشح أن يثبت أنه يمتلك رؤية شاملة لكل قرار يتعلق بالجبهة الداخلية. يتعلق الأمر ببرنامج ملموس وفعال لتحسين حياة المواطنين وتعزيز مكانة البلاد على الساحة الإقليمية والدولية.

تتمتع جبهة القوى الاشتراكية (FFS) وحركة المجتمع من أجل السلام (MSP) بخزان اجتماعي قوي وخبرة لا يمكن إنكارها في المواعيد الانتخابية. توفر هذه المزايا فرصة ثمينة لإعادة بناء روابط حقيقية مع الجزائريين، الذين عبروا خلال الاحتجاج السلمي في عام 2019، المعروف باسم “الحراك”، عن تطلعاتهم نحو تغيير جذري يمس جميع الهياكل الاجتماعية والحزبية والمؤسسية.

ولعل ما أظهرته نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي منحت أغلبية ساحقة للمرشحين المستقلين، خير دليل على الاتجاهات الشعبية نحو ديناميكية سياسية جديدة ومختلفة جذريا عما سبق. وبالتالي، كانت السنوات الأربع الأخيرة فترة حاسمة لهذه الأحزاب لتجديد علاقاتها مع قواعدها وتقييم تأثير الإصلاحات التي قام بها الرئيس الحالي وتكييف برامجهم حسب ما افرزته هاته الإصلاحات، استعداداً للاستحقاقات الانتخابية القادمة.

علاوة على ذلك، يتميز تبون ليس فقط بسجله الإيجابي، ولكن أيضاً بقدرته على التواصل. بفضل الإنجازات الملموسة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية، تمكن من استرجاع ثقة الجزائريين في مؤسساتهم في وقت قياسي. شعبيته، التي هي نتاج التزام دوري مستمر تجاه الشعب، تقديم تقرير عن قراراته و توجهاته عبر لقاءات إعلامية و مناسبات وطنية ودولية تمنحه حظوظا كبيرة في هاته الإستحقاقات.

الامتناع، هذا الوحش الذي يطارد صناديق الاقتراع…

وتبقى قضية الإمتناع هو الهاجس الحاسم في رئاسيات 7 سبتمبر. فقد شهدت الجزائر معدلات امتناع ملحوظة في الانتخابات في العقود اأخيرة، مما يجعل النجاح في تعبئة الناخبين رهان كبير للرئيس المستقبلي لتعزيز شرعيته. وتستهدف الاستراتيجيات التي اعتمدها المرشحون، من خلال الحملات الجوارية، إ إلى إقامة رابط مباشر مع الناخبين.ذلك من خلال النزول إلى الميدان وتنظيم الفعاليات في أماكن شعبية ذات رمزية للمواطنين. فالتحدي كبير: الأمر لا يتعلق فقط بالإقناع، ولكن أيضاً بإعادة الثقة في العملية الانتخابيةنفسها التي تشوهت خلال العقد الأخير بعد مرض الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة

واختار عبد العالي حساني شريف، مرشح MSP، بدء حملته في الجزائر، حيث قام بنشاط جواري على أبواب القصبة العتيقة في ساحة الشهداء الشهيرة، وهي مكان رمزي في قلب العاصمة. من جانبه، يبدأ يوسف عوشيش مساره الانتخابي بلقاء جواؤي كذلك في العاصمة يليه تجمع شعبي في تيبازة، على بعد 50 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائر.

يستفيد جميع المرشحين من تقسيم عادل لأوقات الظهور على وسائل الإعلام السمعية والبصرية العمومية، مما يضمن رؤية متساوية لكل منهم. تتيح توزيع الفترات الزمنية المخصصة للتدخلات على القنوات العامة تعبيراً مباشراً ومتوازناً عن المنصات السياسية المختلفة. و يبقى التنافس كبيرا على مستوى منصات التواصل الإجتماعي التي تعرف زخما وإقبالا كبيرا عند الجزائريين

أخيراً، كشفت الهيئة المستقلة للانتخابات (ANIE) بعد مراجعة دقيقة للقوائم الانتخابية أن الهيئة الناخبة تضم 24,351,551 مسجلاً، من بينهم 23,486,061 ناخباً مقيمًا في الجزائر و865,490 في الخارج. تعكس هذه الأرقام أهمية هذه الاستحقاقات، حيث ستُحتسب كل صوت في تحديد الرئيس المستقبلي.

لا تقتصر هذه الانتخابات على مجرد اختيار بين المرشحين، بل تمثل لحظة حاسمة لمستقبل الجزائر السياسي. قد تعيد نتائج هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة تشكيل المشهد السياسي في البلاد بل و حتى دول الجوار و عمقها الإستراتيجي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى