للإعلان
إفريقياالجزائر

السودان إلى أين ؟ الجزائر تدعو الأطراف إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار

من هوالفريق حميداتي قائد ميليشيات "الجنجويد" عملية التمرد؟

دعت الجزائر، بصفتها الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، جميع الأطراف السودانية إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار لتجاوز الخلافات مهما بلغت درجة تعقيدها والعمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن، حسب ما أفاد به يوم السبت بيان لرئاسة الجمهورية.

بقلم | هبة نوال


و جاء في البيان: “تتابع الجزائر, الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة, ببالغ القلق تطورات الأوضاع في جمهورية السودان الشقيقة بعد الاشتباكات الخطيرة والمواجهات بالأسلحة الثقيلة التي تم تسجيلها في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات”.

و انطلاقا من “علاقات الأخوة والروابط التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين” –يضيف البيان– تدعو الجزائر جميع الأطراف السودانية إلى “وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار لتجاوز الخلافات مهما بلغت درجة تعقيدها. كما تهيب بجميع الأشقاء العمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن, في وقت جمهورية السودان أحوج ما تكون إلى تضافر جهود أبنائها لإنهاء الأزمة الراهنة وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوداني الشقيق في استعادة أمنه واستقراره وبناء دولة ديمقراطية وعصرية”.

و بعد نداء الجزائر دعت مصر والسعودية، إلى عقد اجتماع عاجل، الأحد، لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الوضع في السودان على خلفية المواجهات والمعارك المحتدمة، التي تشهدها العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بين وحدات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حميدان “حميدتي”.

السودان إلى أين؟

أسابيع فقط على موعد القمة العربية في الرياض في محاولة جديدة بعد قمة الجزائر للم شمل الفرقاء العرب و ما إن فتئت ان تتجلى بوادر الإنفراج في سوريا و ليبيا واليمن استفاق السودانيون على وقع الإقتتال و رعب شبح الإنقسام الذي يهدد ليس السودان فحسب بل المنطقة برمتها وعلى رأسها الجارتان مصر و ليبيا.

منذ ساعات الفجر الأولى.. تصاعدت حدة الاشتباكات في السودان وسط تضارب الأخبار عن سيطرة كل طرف من أطراف النزاع على منطقة ما في العاصمة أو في الدارفور

وأفادت وسائل اعلام اليوم الأحد، بأن حدة الاشتباكات في السودان تزايدت مع خيوط الصباح الأولى، وسط اتضاح الرؤية في الأزمة التي أدت لمقتل العشرات وإصابة المئات.

واحتدمت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم بعد يوم من المواجهات العنيفة، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ، ما أسفر وفق لجنة اأطباء السودان عن مقتل 56 شخصا وإصابة 595 على الأقل.

وأفاد شهود بسماع إطلاق نار ودوي انفجارات في شوارع الخرطوم المقفرة، في أعقاب إعلان قوات الدعم السريع عن سيطرتها على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم ومنشآت حيوية أخرى.

من جهته سارع الجيش السوداني إلى نفي هذه المزاعم في بيان صدر في وقت متأخر أمس السبت، دعت القوات الجوية السودانية المواطنين لضرورة التزام منازلهم مع استمرار الغارات ضد قواعد قوات الدعم.

في غضون ذلك، أكد دقلو قائد التمرد المعروف باسم حميدتي أن قواته “لن تتوقف إلا بعد السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش” مشدد على أنه لا يمكنه “التكهن بموعد توقف القتال”. وقال “لا أستطيع أن أحدد متى تنتهي المعارك، فالحرب كر وفر”.

وتعهد محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” السبت 15 أفريل، بتسليم قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان إلى العدالة ،ومحاسبته على جرائمه، متهما إياه بالسعي إلى تنفيذ مخطط إجرامي يهدف إلى عودة أنصار الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة.

من جهته، قال الفريق أول البرهان في تصريحات منفصلة، إنه “فوجئ في التاسعة صباحا” بحصار مقر قيادته من قبل قوات حميدتي حليفه السابق الذي يصفه اليوم بأنه “يقود ميليشيا مدعومة من الخارج”.

و كان البرهان قد تلقى انتقادات لاذعة من طرف معارضيه على هرولته إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني مما زاد من هشاشة حكمه في أوساط الجيش و الطبقة السياسية.

كما أفاد مصدر في الجيش السوداني، بإصدار قرار يقضي بحل قوات الدعم السريع وإنهاء انتداب جميع ضباط وأفراد الجيش لديها، على خلفية الأحداث الجارية في البلاد.وأكدت القوات المسلحة السودانية، أنه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت مليشيا حميدتي المتمردة”.ووفقا لهيئة الأركان العامة للجيش: “لن يكون هناك حوار او اتفاقات مع قوات الدعم السريع حتى يوقفوا خروجهم على القانون”.

وبدا أن المفاوضات التي كانت تجري بين الطرفين، بوساطة من أطراف عدة، انتهت إلى نزاع مسلح مفتوح. وحشد البرهان طائراته الحربية من أجل “تدمير” معسكرات قوات الدعم السريع في الخرطوم، في حين هاجم حميدتي قائد الجيش ولم يتردد في وصفه بـ”المجرم” الذي “يدمر البلاد”.

واستيقظ 45 مليون سوداني، يصوم معظمهم العشر الأواخر من رمضان، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى.وتدور المواجهات الآن بين الفريقين حول مبنى وسائل الإعلام التابعة للدولة في أم درمان بهدف السيطرة عليها، فيما انقطع إرسال التلفزيون بعد أن ظل ضعيفا لبعض الوقت.

من هوالفريق حميداتي قائد ميليشيات “الجنجويد” عملية التمرد ؟

ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان، حيث عمل في العشرينيات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، بالإضافة إلى حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته. رقي إلى رتبة فريق من طرف الرئيس المخلوع عمرر البشير بالرغم أنه لم تكن له قط علاقة بمؤسسة الجيش السوداني

لم يكن للبشير إلا أن يمنح امتيازات كبيرة لحميدتي حتى يعينه في فرض حكمه على المنطقة. وصلت محاولات البشير لحميدتي إلى درجة تقليده صفة فريق بالرغم أ، حميدتي يقف على {اس جيش مواز او ميليشيات التي ارتفع تعدادها ألى نحو 100 ألف عنصر.

وأطلق تسمية  “قوات الدعم السريع” على المليشيات التابعة لحميدتي التي ينحدر معظم عناصرها من قبائل دارفور، مع تزويدها بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي، الأمر الذي أثار سخط وحفيظة الضباط آنذاك.

وأثناء “ثورة الربيع السوداني” تخلى حميدتي عن البشير بعد أن استنجد الرئيس المخلوع به لقمع المظاهرات. وفي السياق، قالت مصادر محلية سودانية إن “قوات الدعم السريع” التي يقودها حميدتي، كان لها دور فعال في الإطاحة بالبشير.

في المقابل، اُتهم حميدتي من قبل معارضيه بأنه ركب موجة التغيير فقط قصد تلميع صورته وصرف انتباه العالم عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قواته في دارفور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى