تونس: ضبط أكثر من 3028 طن من المنتجات المدعومة خلال 48 ساعة فقط
عشرية حكم النهضة انتجت اقتصاد بازار يستعمل كاداة ضغط ضد التغيير
بقدرة قادر انتقل الصراع و سياسة لي الأذرع بين الرئيس التونسي قيس السعيد و خصومه السياسيين من حركة النهضة و بقايا بارونات حكم بن علي من ميدان العدالة الى السوق و بطون التونسيين. فعلى غرار الجزائر و مصر اصبحت المضاربة و احتكار السوق اداتا من ادوات الضغط السياسي ما فتئت السلطات تسابق الزمن للحد من تداعياته خصوصا مع تذبذب التموين الوطني بسسب الأزمة العالمية المتأثرة بالصراع في أوكرانيا, تأثير جشع هؤلاء الوحوش لا يقل ضررا عن ما ينتجه حصار اقتصادي من شاكلة ما تعيشه بلدان لعنتها القوى العظمى
كتبه | رشيد غيزالي
مباشرة بعد إعلان الحرب على المضاربين و أرباب الإحتكار من طرف الرئيس قيس السعيد, تم ضبط ما يزيد 3028 طنا من المنتجات المدعومة والمواد الغذائية المختلفة وأكثر من 620 طنا من الحبوب والبقول ومنتجات الأعلاف يومي 10 و 11 مارس في إطار حملة مكافحة المضاربة والتهريب.
و حسب البيانات التي نشرتها وزارة الداخلية ونقلتها وكالة تونس إفريقيا للأنباء (TAP / official). فقد تم ضبط 17683 لترًا من الزيت النباتي و 10250 لترًا من الحليب و 826788 بيضة و 120902 علبة طعام و 371707 زجاجة مياه معدنية ومشروبات غازية وعصائر فواكه و 10050 لترًا من البنزين و 32110 علبة سجائر. فقط في ظرف 24 ساعة, وفقًا لـ TAP.
و كانت السلطات التونسية قد سطرت سياسة ردعية منقطعة النظير في مواجهة النقص الملحوظ والممنهج في المنتجات والأغذية الأساسية المدعومة في الأسواق. إذ قرر رئيس الجمهورية قيس سعيد تكثيف الحملات الأمنية لمحاربة الاحتكار والمضاربة وكشف المسؤولين ، مؤكداً عزمه الراسخ على تطبيق القانون على الجميع و تطبيق أقصى العقوبات على المحتكرين و المضاربين.
و قد فسر الكثير من المحللين السياسيين أن لعب رقة خلق النذرة لم تستعمل للربح السريع فحسب, بل أصبحت سلاحا بيد بعض الجهات السياسية المعارضة لسياسة قيس السعيد في ما اسماه التصحيح الثوري و الذي يلبي طلبات الشعب التونسي المنهك من عشرية حكم حزب النهضة. الهدف منها حسب نفس المحللين هو شحن الشارع التونسي ضد الرئيس بعد فشل التحالف المالي السياسي في كبح الأصلاحات في مجال العدالة و التوجهات الإقتصادية و السياسية.
و كان الرئيس قيس السعيد قد حذر، المضاربين والمحتكرين والمتسببين في ارتفاع الأسعار بالداخل التونسي، مطالبا السلطات بتطبيق القانون بقوة وحزم. وقال :” أحذر هؤلا المضاربين الذين يعبثون بقوت الشعب ومن يقف من ورائهم من خلف الستار نعرفهم فردا فردا وستأتي اللحظة التي سيدفعون فيها ثمن ما يفعلون.”، في إشارة منه لإخوان تونس.
و دعا الرئيس التونسي، الأربعاء،خلال كلمته في إطار زيارة أجراها لمقر وزارة الداخلية، بالعاصمة تون إلى شن “حرب دون هوادة” ضد الاحتكار والمضاربة : “أريدها حربا دون هوادة ضد هؤلاء المحتكرين المجرمين في إطار القانون (..) سيتم وضع مرسوم يتعلق بمسالك التجويع، حتى تتحول إلى مسالك توزيع”.
وأوضح: “لم يحدث هذا الاحتكار في ديسمبر/كانون أول 2010 (في إشارة للثورة التونسية)، معنى ذلك أن الاحتكار الذي تواجهه البلاد اليوم هو بفعل فاعل (لم يسمه) وأن الأمر ليس عاديا”
ووجه حديثه للتونسيين قائلا :” تعلمون كيف وضعت بعض النصوص للصوص.. لقد تم وضعها لهم حتى يتمكنوا من البقاء في وضع يمكنهم من الإفلات من العقاب ولن يكون لهم ذلك”
واعتبر سعيّد أن “هناك من يدبر ويسعى إلى ضرب المجتمع من الداخل”، قائلا: “هذه طرقهم وهذا ما دأبوا عليه في السابق، ولكن سنتصدى بالقانون لكل هؤلاء المحتكرين والمضاربين الذي لا تعنيهم حياة المواطنين”، دون تسمية أفراد أو جهات.
وختم الرئيس التونسي حديثه قائلا:” انتهى العبث بالدولة التونسية وبمقدراتها وبشعبها ولا مجال للمساس بكرامة التونسيين وسيأتي اليوم الذي نضع فيه حدا لهذه الأوضاع وستفتح الملفات كلها ولا استثناء لأي ملف للجراد الذين عاثوا في البلاد ولن يشفع لهم يومئذ لا العمالة ولا المال ولن يغفر لهم الشعب ما اقترفوا وما يقترفون وما يدبرون لارتكابه من جرائم.”