للإعلان
الجزائر

نظرة حول الربيع العربي

    مساهمة من ١٠ أجزاء تحلل الزميلة مليكة س من خلالها تجربة الربيع العربي. بعضهم يرى فيه ريحا مباركة من رياح التغيير و خروجا من ظلم الأنظمة الدكتاتورية فيما يرى آخرون خريفا لم يجلب معه إلا الخراب الظلامية والتشريد إليكم الجزء الأول

                                           اختطاف العقل وثورة التوانسة

مليكة .س

لا ينسى هذ اليوم .
14 جانفي 2011 ….استفقنا على أخبار قناة الجزيرة …كانت تقود عقولنا و تؤجج عواطفنا …تثير حماسنا و تبعث فينا ألف أمل ؟!
تونس العاصمة وشارع بورقيبة بالتحديد أصبح موضوع الحدث …شعب عربي يتخطى حاجز الخوف لأول مرة أمام حكامه الطواغيث …الجماهير تتدفق،  تتدفق …والتجمع يكبر وكأن القناة هي التي كانت تدعو الناس للخروج ؟ ….قلوبنا كلها كانت تنبض معه و العيون تدمع …كل القلوب كانت تخفق لأنها جائعة جائعة للحرية ….وما اكبر جوعنا للحرية !!

لم نكن نفكر من هم هؤلاء الصحفيون الذين يبدون وكأنهم هم من يقودون الثورة و جماهيرها ومتابعيهم …كانوا الأبطال في عيوننا …ونخبة النخب التي تبشر بالحرية .

بين واجبات حياتنا اليومية و الاخبار المتلاحقة كانت افكارنا تتقلب من نقيض إلى نقيض ؟!

قطر اصبحت وجهتنا …الجزيرة وسيلتنا للتحرر…انتهى عصر العبودية و الاستعباد…الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة ستكسر حاجز الخوف وستتحقق المعجزة …أنه بداية الربيع العربي …هكذا كانت تتغير افكارنا رغما عنا …بفعل الواقع الجديد الملموس امامنا ….نعم انها القنوات الحرة والقائدة لتحررنا !!

منتصف النهار

الثورة والحماس بلغا اشدهما …شعب تونس كله في الشارع ينشد نشيدا واحدا قويا ومصمما على الانتصار
الشعب يريد إسقاط النظام
وينشد نشيد الحرية على قلب رجل واحد
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر…
كم كان عظيما شعب تونس في هذه اللحظات …كان راقيا متحضرا…كان مستحقا و مباشرا في رسم اول خطوط مستقبل جديد لاحت الحرية في افقه

 

بعد ساعات حماس غير معتادة  طول الوقت …lاستمر الضغط و التغطية المستمرة لأية حركة او اشارة
كان ينتظر ان تتفجر الأوضاع فيها بين قوات البوليس والجيش والمتظاهرين ؟….استسلم بن علي لإرادة الشعب ….هرب وترك الشعب يحتفل بانتصاره.. بقي الجيش محايدا بل مدافعا علن الشعب وحاميا له …..بن علي بقراره هذا وعدم مواجهته لغضب الشعب اعطانا كلنا فرصة لحلم لم نصدق حدوثه : “أن يسقط شعب عربي حكامه في الشارع بمجرد رفع شعارات و ترتيل اناشيد …وبفضل قناة عظيمة اسمها الجزيرة .”

انتصر الشعب وفرح وفرحنا …وبزغ الامل من اعماق عتمتنا من جديد….كلنا سنتحرر من الطواغيت لان الثورة ممكنة دائما والانتصار حقيقة وهدف..

خرج ذلك الرجل يجري ويهتف في ظلمة الليل…”بن علي هرب ….شعب تونس ماماتش” ….ورآه ملايين البشر ….وتقاسموا شعوره بالفرح و سالت دموع فرحهم له …وشعروا ان دورهم في التحرر قادم لا محالة وان الجزيرة هنا لتساندهم .

تلك كانت اسطورة تونس ذات يوم كان يمكن ان يكون يوما يؤرخ لبداية عصر الحرية والتحرر في العالم العربي

غير ان كل ما نتج بعده

كان مؤرخا لبداية فوضى عارمة و نهاية مرحلة استقرار بل وبداية الدخول في جحيم لا احد يمكن ان يتصور كيف ومتى ستكون نهايته ؟؟؟
فهل حرفت ثورة تونس عن مسارها خوفا من نتائج كانت تبشر بها ؟
أم أنها لم تكن ثورة شعبية حقيقية محددة الأهداف بل ثورة موجهة وتم الاستيلاء عليها وتحريفها لصالح اطراف اخرى كانت تقف وراءها في الخفاء ؟؟
…………..

مليكة .س

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى