بعد 12 سنة.. سوريا تعود إلى الجامعة العربية و هرولة على سوق إعادة الإعمار
بقلم | هبة نوال
فقد أفادت وكالة سنا السورية بأن الوزراء اتفقوا خلال اجتماع تشاوري مغلق على عودة مشروطة لسوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد غياب أو حظر استمر نحو 12 سنة.
وكان جمال رشدي، المتحدث باسم الجامعة أفاد أمس بأن وزراء الخارجية سيتخذون قرارا بشأن رفع تعليق عضوية دمشق.
ورحب القرار بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة حول سوريا في 14 أبريل 2023 واجتماع عمان بشأن سوريا في 1 مايو 2023 ، والرغبة في لعب دور عربي رائد في جهود حل الأزمة السورية التي تخاطب الجميع. تداعيات الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها وتعالج تداعيات هذه الأزمة على دول الجوار والمنطقة والعالم.
وكان وزراء خارجية كل من الأردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا عقدوا اجتماعاً تشاورياً الأسبوع الماضي لبحث سبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، وبسط السلطات السورية سيطرتها على كامل الأراضي. هذا الأجتماع أتى بعد حهود كبيرة بذلتها كل من العربية السعودية و الجزائر من اجل لم الشمل العرب على ضوء التغيرات الهالمية التي فرضتها الحرب في أوكرانيا.
منذ بداية النزاع في سوريا، قطعت دول عربية كثيرة ما عدا القليل مثل الجزائر و العراق, علاقتها مع دمشق وسحبت سفراءها منها، وقدم عدد منها دعماً للمعارضة المسلحة والسياسية. وخلال قمة عربية في العام 2013، ذهب انخراط بعذ الدول العربية في الحرب على سوريا ألى حد فتخ المجال لمشارك وفد من الائتلاف السوري المعارض الاجتماعات في الدوحة بوصفه “ممثلاً” للشعب السوري.
وخلال 12 عاماً، قتل أكثر من نصف مليون شخص وتشرّد أكثر من نصف سكان سوريا داخل البلاد وخارجها، وتحولت البلاد إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية. وترك كل ذلك أثره على اقتصاد سوريا التي كانت تتمتع باستقلال غذائي و لا دين عليها.
صمود السوريين أمام الحرب الإرهابية العالمية إلى غاية الحرب في أوكرانبا التي كشفت عن رهانات الخروب الجديدة دفع الكثير من البلدان العربية لللإحذ بالمقاربة الجزائرية و التي تقضي بتوحيد الصف العربي تحسبا للتكتلات الإقليمية التي سيفرزها الصراع في أوكرانيا و النظر براغماتية في إلى منح فرصة أخرى للقوى الكبرى للأنفراد اقتصاديا بسوريا عند أعادة الإعمار.
و برزت أول
وبرزت أولى بوادر الإنفتاح الانفتاح العربي على دمشق، في 2018 مع استئناف العلاقات بين سوريا والإمارات العربية المتحدة، ثم القمة العربية الإخيرة أين بذلت الجزائر جهودا كبيرة لدرء الصدوع. كما شكّل الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير نقطة تحوّل لافتة اين تلقى الأسد سيلا من الإاتصالات من قادة دول عربيّة.
رهان استقطاب اموال أعادة الإعمار
ويعد استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية الحكومة السورية, بعدما أن دمرت الحرب معظم البنى التحتية والمصانع والإنتاج التي تم نهبها ببساطة و تحويلها ألى بلدان منخرطة في الصراع.
وفيما يدرك الأسد أن الحصول على أموال المجتمع الدولي صعب خارج تسوية سياسية، يعلّق آمالا ربما على دول الخليج. فيما يبدو أن الشراكات في المجالات الإستراتيجية السيادية كالنفط و المناجم والكهرباء قد حسم أمرها وفي الغالب ستتجسد في اتفاقيات مع الجزائر و روسيا و الصين.
و تجدر الإشارة أن المحادثات بين الجزائر وسوريا من أجل الشراكة في ميدان الإستكشافات النفطية و تسويق المنتجات البترولية والكهرباء و المناجم, قطعت أشواطا كبيرة خاصة بعد الزيارات التي قام بها وزيرا الخارجية والنفط والثروة المعدنية ألى الجزائر.
ولا شكّ أن الانفتاح الخليجي من شأنه أن يفعّل الحركة التجارية والاقتصادية في سوريا الى حدّ ما، لكنّ عقبات عدة تعوق أي إعمار حقيقي، وبينها، قانون العقوبات جاستا الأمريكي و كذا الحظر ألأوروبي. لكن الكثير يراهن على الحملة التي تقودها عدة دول و على رأسها الصين ودول البريكس في الإلتفاف على العقوبات الإخادية الجانب التي يفرضها الغرب على الدول التي لا تسير وفق مصالحه. و كانت الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى لدول الخليج مؤشر على تغير عميق في العبة الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
و يعتبر رجوع سوريا إلى الحضن العربي انتصارا كبيرا على المعارضة و داعميها خاصة في أوروبا واسرائيل إذ من شأنه أن يقلّل من أهمية المفاوضات السورية السورية في جنيف بالأخص أن الحكومة السورية “ترفض أصلا الاعتراف بممثلي المعارضة مصرة على التفاوض على مستوى الدول” الداعمة لها. مع العودة للجامعة العربية سوف تقوي الحكومة السورية موقفها و لو رمزيا بحكم انها تفاوض دون عزلة و مع الزام و لو معنوي للجامعة العربية بصفتها عضو فيها.