للإعلان
الجزائرعربيمغرب عربي

ثورات الخريف العربي الجزء الثالث: ليبيا

وضاعت ليبيا بن نكت القذافي ونيران الناتو

مليكة .س
اطل القذافي بزيه الغريب كالعادة وحديثه الأغرب ، يخاطب التوانسة بعد تمردهم على نظام بن علي ، محذرا إياهم من مؤامرة تتهدد بلادهم ، و من فوضى ستعم فيها . ذكرهم بانجازات بن علي منذ توليه الحكم و بمكانة تونس رغم قلة مواردها و عدم امتلاكها للنفط والغاز كجاراتها
القذافي كان يبدوا رجلا من زمن آخر ، فقد تهجم على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي و أرجع كل ما حدث في تونس اليها وسخر من الفايس بوك والانترنت بطريقة أضحكنا فيها ذلك اليوم

القذافي شخصية غريبة لم نستطع يوما ان نفهمها أو نصفنها ؟؟ فهو بالنسبة للكثيرين مجنونا حقيقيا وللآخرين بطلا مناهضا للسيطرة العالمية على الضعفاء
ربما لم يكن القذافي يدرك ان سقوط مبارك سيسرع في إسقاطه ، إذ صار محاصرا بين دولتين عرفتا الربيع العربي معا ؟؟ وان الفضائيات التي شتمها مصممة ان تذهب الى النهاية في مؤازرة ثورة الشعوب الغاضبة على حكامها ؟؟ فالمودة الآن هي إسقاط الحكام ، كل الحكام كما كنا نتصور ؟؟
أيام فقط بعد سقوط نظام مبارك الفرعوني ، صار ممكنا تحريك الليبيين ، فلا يوجد اصلب واشد من فرعون مصر وتم اسقاطه .

بين 11 فيفري تاريخ تنحي حسني مبارك و17 فيفيري ، مجرد ايام تم فيها تحضير كل السيناريو لإطلاق الربيع العربي في ليبيا .
كانت البداية من بن غازي ، حيث انطلقت منذ 15 فيفري تظاهرات بسبب اعتقال محام مدافع عن ضحايا سجن أبو سليم ثم امتدت المظاهرات إلى انحاء مختلفة من ليبيا بتحريض إعلامي غير مسبوق ، تخللها عنف و سقوط ضحايا .
فكانت الفرصة التاريخية لقناة الفتنة الجزيرة أن تصب النيران على الزيت بتضخيم الأحداث وفبركة بعضها ، الى حد اتهام القذاف باستعداده لقصف مدينة بن غازي جويا ؟؟وإبادة من فيها ؟
شعرنا بالخوف مما يحدث في ليبيا ، من جنون ألقذافي المستعد لحرق شعبه ، كانت خطاباته كلها محل السخرية و كنا ننظر اليه كمهرج انتهى دوره ولا بد له من السقوط كسابقيه ..ضحكنا و ضحكنا من كل تدخلاته وخطاباته حين كان يتوعد الجرذان بالإبادة والمتابعة وتطهير ليبيا بيت بيت …زنقة زنقة .

الربيع العربي تيار جارف ، لا بد ان يقتلع كل عروش الحكام ، وليس ألقذافي من يستطيع إيقافه .

جرم الرجل ، وفي كل كلمة كان ينطقها ، كانت الجزيرة تجد فيها استعداده لقتل شعبه دون رحمة ، تضخمت الأمور إلى حد استدعاء مجلس الامن لحماية الشعب الليبي ، وتدخل قوات حلف الناتو ضد ما يسمى كتائب القذافي .

لم نشاهد مظاهرات عارمة في ليبيا كما شاهدناها في مصر وتونس ’ وكان واضحا أن معظم الشعب الليبي لم يكن معنيا بإسقاط ألقذافي بل ربما كان لا يرغب في ذلك اطلاقا .بل عكس هذا استطاع القذافي ان ينظم مظاهرات شعبية كبيرة في طرابلس ليرد بها ادعاء الإعلام بانقلاب الشعب ضده ؟؟ لكن من يصدق ألقذافي والجزيرة هنا ، لتمرر الرسائل الإعلامية أو لتقدم أعمالها الاستخبراتية ؟؟كما تريد وفي الاتجاه الذي يخدم اهدافها ؟؟

لم افهم كيف شعر الكثيرون بالفرح و الناتو قد تدخل لإنقاذ شعب مهدد بالإبادة ؟ الناتو يمثل الحضارة وحقوق الانسان وصار في صف الشعوب العربية ، وهذا منعرج تاريخي غير مسبوق ؟ ومؤشر لعهد جديد ندخل فيه ؟؟ انه التقارب بين الغرب والشعوب العربية التواقة للتحرر !!! لما لا ؟ ربما علينا أن نتغير لنلحق بركب العالم الحر والمتحضر كي يقبل بنا …
نعم ، فرحنا للتدخل الناتو لأننا كنا مقتنعين بان ألقذافي كان ليبيد مدينة بن غازي عن بكرة أبيها وهو المجنون الذي لا يعرف حدود البطش ، و كان تدخل الناتو قد أراح الكثير منا و طمأننا على سلامة شعب اعزل بين أيادي مجرم مجنون حكم ليبيا لمدة تزيد عن الأربعين عام وحولها إلى فضاء بلا نظام ، بلا أسس، لا يشبه أية دولة ولا تتواجد فيها أية مؤسسات حقيقية تمثل ما قد يشبه دولة ؟
”ألقذافي ليس فقط مجرما و طاغية بل مجنونا حقيقيا خطيرا لا بد من تصفيته حماية لشعبه ومستقبل ليبيا .“ هكذا كان شعار المرحلة كلها التي كان فيها الصراع محتدما بين كتائب القذافي المدافعة عن نظامه وبين معارضيه الذين جاؤوا من خارج البلاد ايضا لمد يد العون لثوار ليبيا .
لم يصدق احدا مجنون ليبيا وهو يتحدث عن تواجد عناصر القاعدة في بلاده , وان ما يحدث ليس ثورة لتغيير النظام بل فوضى لسرقة ثروات ليبيا ، ولم نتساءل نحن في هذه اللحظات التي غيبت فيها عقولنا عن سبب تسارع الناتو لإنقاذ الشعب الليبي في حين لم يفعل شيء أمام مآسي الفلسطينيين الذين تعرضوا إلى الذبح والقصف والتشريد عشرات المرات امام اعينهم ،على يد عصابات الجيش المتطرفة ؟؟
نسينا حرب غزة وقنابل الفسفور ، نسينا مخيم جنين ، نسينا مجازر صبرا وشاتيلا ، نسينا اننا بشر ؟؟ وتحولنا إلى مجرد عقول آلية تستهلك الخبر .!
غسيل دماغ ….توجبه الافكار ….و اختطاف العقل !!
فقد فقدنا الوعي في لحظات إثارة كادت تختطف عقولنا بلا رجعة !!

سقط القذافي و بدأت الفوضى تعم ليبيا ، وظهرت حقائق تحدث عنها ألقذافي ، فسرقة نفط ليبيا واقع ووجود جماعات إرهابية قدمت من الخارج حقيقية ، فلا ديمقراطية و ولا نظام أقيم على أنقاض الكيان الليبي الذي تمسك به  القذافي .
لا اعرف
انحن المجانين ؟ام القذافي ؟ ام هذا العالم المتلاعب بكل شيء ؟؟
لكن ما اعرفه جيدا
هو ان ليبيا دخلت نفقا مظلما لا يعرف الا الله متى ستخرج منه ؟
مليكة .س

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى