ليبيا | تحذير أممي من العودة إلى “الفتنة والفوضى” .. حلم الإنتخابات يتبخر
الشرق والغرب, لقاء عند نقطة الصفر و شقاق في حسابات الخارج
طرابلس – أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، يوم الخميس، أن المنظمة الدولية لا تزال تدعم عبد الحميد الدبيبة بوصفه رئيسا للوزراء في ليبيا، وذلك بعدما عين البرلمان الليبي وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة.
كتبه أحمد زكريا/ وكالات
وسئل دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي اليومي، عما إذا كانت الأمم المتحدة لا تزال تعترف بالدبيبة رئيسا للوزراء، فأجاب “نعم”.
وأكد رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، ضرورة استكمال خارطة الطريق التي أقرت في جنيف، مشيراً إلى مسؤولية كافة الأطراف لتهيئة الظروف المناسبة لعقد انتخابات وطنية وإجراء استفتاء على الدستور خلال هذا العام. جاء ذلك خلال لقائه اليوم الأحد، بالمستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز.
و في وقت سابق علق عبد الحميد الدبيبة عن اجتماع البرلمان و تعيين لطفي باشاغا رئيسا لحكومة موازية احكومة طرابلس، إنه يرفض محاولة البرلمان إزاحته، وإن حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا لن تسلم السلطة إلا بعد إجراء انتخابات عامة.
وكانت حكومة الوحدة الليبية قد أكدت، الأسبوع الماضي، أنها لن تتنحى عن السلطة، وستواصل أداء مهامها حتى إجراء انتخابات في ليبيا.
و أمام تنامي المخاوف من إمكانية رجوع البلاد لمربع الانقسام السياسي, حذرت الأمم المتحدة من “العودة إلى الفتنة والفوضى التي ميزت العقد الماضي” في ليبيا.
وفي هذا السياق, قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام, فرحان حق, في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك: “مستشارتنا الخاصة السيدة ستيفاني ويليامز على اتصال بالأطراف المعنية وتحاول التأكد من الخروج بنهج موحد من قبل الأطراف الليبية بشأن المضي قدما, بما في ذلك إجراء الانتخابات”.
و لقد سبق و أن أوضح كل من الأمين العام للإمم المتحدة أنطونيو غوتيرس والسيدة ويليامز للأطراف الليبية أنه لا توجد طريق للمضي قدما في وجود هذا النوع من التنافس بين السلطات الذي اتسم به الماضي القريب”.مناشدين الأطراف الليبية أن تلقي نظرة على ما جلبته السنوات الماضية لترى أنه لا يوجد مستقبل لهكذا نهج”
وردا على أسئلة الصحفيين حين إعلان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أن المجلس سيختار رئيسا لحكومة جديدة, قال المسؤول الأممي أن : “بيت القصيد (…) هو إجراء الانتخابات بحيث يكون هناك توحيد أكبر بين الشعب الليبي, وبحيث لا نعود إلى هذا النوع من الفتنة والفوضى التي ميزت حقا العقد الماضي”.
لكن الصراعات و التجاذبات أمالت الكفة مرة أخرى لصالح الإنقسام, حيث كما كان متوقعا قام البرلمان الليبي بتكليف السيد فتحي باشاغا لتشكيل حكومة جديدة ليصبح مستقبل البلد يتأرجح بين حكومتين الأولى بقيادة الدبيبة تمارس السلطة باعتبارها حكومة الأمر الواقع و الثنية بقيادة باشاغا تحظى بثقة البرلمان و كلاهما يتشبث بحقة بممارسة مهامه.
الشرق والغرب, لقاء عند نقطة الصفر و شقاق في حسابات الخارج
فتحي باشاغا (59 عاما) منصب وزير الداخلية، الذي يتيح لمن يشغله نفوذا كبيرا، في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، والتي حكمت غرب البلاد حتى حلت محلها حكومة وحدة جديدة في مارس الماضي.
وفي نوفمبر الماضي، ترشح باشاغا لخوض الانتخابات الرئاسية . لكن خلافات بين الفصائل وأجهزة الدولة بشأن كيفية إجراءها أدت إلى انهيار العملية قبل أيام من التصويت. فبحوالي سبع دقائف بعد تسميته رئيسا جديدا للوزراء، قالت قوات شرق ليبيا التي يقودها حفتر إنها ترحب بقرار البرلمان. علما أنه عند شنها هجوما استمر 14 شهرا على حكومة طرابلس كانت تضم باشاغا وزيرا للداخلية آنذاك.
ما يفسر أنه تمت تفاهمات بين خليفة حفتر و باشاغا قصد لقطع الطريق أمام نجل الفقيد معمر القدافي, سيف الإسلام الذي يجمع معظم المحللين الليبيين و الدوليين على أنه المترشح الأوفر حظا لما يتمتع به من شعبية على المستوى الداخلي و بين أعيان القبائل الكبرى.
ولم يبث مجلس النواب عملية التصويت مباشرة على التلفزيون كما كان مقررا. لكن سبق التصويت على اختيار باشاغا بث الجلسة لأقل من ساعة، لتعديل الإعلان الدستوري بالأغلبية المطلقة. كانت النية من هذا التعديل الدستوري تأجيل الانتخابات العامة 14 عشر شهر أخرى كحد أقصى.
مع تبدد آمال في تنظيم انتخابات تعود الحالة الليبية إلى نقطة الصفر لتتأرجح على وقع الصراعات الداخلية و النافس الخارجي.
فلو نعود إلى مسألة الشعبية فيمكن القول أن الدبيبة و سيف الإسلام القذافي هما الأوفر حظا من غيرهما. يليهما حفتر ثم باشاغا…لكن من حيث الدعم الدولي نجد أنّ الحظوظ متقاربة ففي حين يحظى سيف بدعم روسي و لا تمانع الجزائر في ترشحه, يحظى حفتر بدعم فرنسي مصري إماراتي سعودي ويحظى باشاغا بدعم قطري ايطالي… أما أمريكا فهي تراهن على حفتر وباشاغا كذلك بريطانيا.
.