للإعلان
الجزائرعربي

ليست مجرد مظاهرات بل  هي صحوة حقيقية بدأت في جزائر الثورة

مليكة.س

يخطئ من يعتقد أن ما يحدث في الجزائر هو تعبير عن حقد دفين للرئيس بوتفليقة لا غيركما  صرح  السيد أويحي ؟ فاحتجاجات الجزائر وان كان مطلبها الأساسي رفض العهدة الخامسة ، فهي في الحقيقة ترفض كل الذين يقفون وراء هذه العهدة التي فضحت سلوك الجماعة المتحكمة في أمور البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة .

يعد يخفى على أي عاقل  أن ترشيح السيد عبد العزيز  بوتفليقة  لعهدة خامسة يكشف تورط أطراف خارجية فيها ، فالمرء لا يحتاج ن يكون عبقريا في أمور السياسة لفهم مثل هذه القضية . لم

لم يكن النظام السياسي في الجزائر يوما نظاما ديمقراطيا ، لكن  لم يسبق أن عاش الشعب الجزائري مثل هذه الإهابة  ، فإذا كان هذا الشعب قد  تحمل ضغوطات الدولة الرسمية ، ونقص الحريات ، و كل أساليب الفساد الداخلي ،فإنه ليس  اليوم أمام مرحلة خطر حقيقي ، سعر فيها ببداية فقدان السيادة على دولته ، وهذا ما أثار حفيظة الجزائريين من أقصاهم إلى أقصاهم .

فلا عجب أن تجتمع  كل الأطياف في الشارع اليوم ، فالذين يتظاهرون ينتمون إلى كل الطوائف ، وكل الحساسيات ، فالتيارات الإسلامية مجودة في الشارع ، والتيارات الأمازيغية ، واليسارية ، والعروبية وغيرها .

فالمسألة الآن مسألة سيادة، ومستقبل وطن ولا يمكن الاختلاف على هذه القضية.

جميل جدا ومبهر ما حدث في شوارع المدن الجزائرية ،  فما حدث وما يحدث منذ ال22 فيفيري الماضي أعاد قضية الجزائر إلى أحضان الشعب بعد أ ن أضاعها السياسيون المغامرون تحت ضغوط أو إغراءات النظام العالمي الجديد والمستعمرين الجدد الذي كسروا ومازالوا يكسرون الدول الوطنية في أكثر من مكان في العالم .

إن ما يحدث في الجزائر هو صحوة وطنية جزائرية، تريد استعادة سيادة الشعب على وطنه، وقد يكون مقدمة لحراك عربي و عالمي قادم، من أجل حريات الشعوب و التحرر من قبضة الرأسمالية العالمية المتوحشة التي تنهب خيرات الدول والشعوب تحت شعارات متناقضة ، فمرة يزعمون الوقوف مع الشعوب ضد الحكومات ، ومرة يدعمونها ضد حقوق شعبها ؟ ؟؟

هناك من احتقر و يحتقر الشعب الجزائري، ويصفه بالشعب الهمجي المتخلف ، لكن الحقيقة أن هذا الشعب الذي أصيب بالإحباط لفترة طويلة ، قد أعاد اليوم شعلة الثورة إلى صفوفه ولن يسكت قبل استعاذة دوره في تأسيس جمهوريته الديمقراطية الحقيقية ، وإن في هذا لشرف لكل من يدعي حب الوطن .

في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ بلادنا، نطالب كل الطاقات الحية في بلادنا للوحدة والصحوة واليقظة كي نقطف ثمار هذه الهبة الشعبية لمصلحة مستقبل أبنائنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى