سعيد شنقريحة الفريق أول للجيش الجزائري يؤكد على مركزية الفرد و عالمية الرهان لدى الجيش الجزائري
مغرب فاكتس | تحرير
الجزائر – قام رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة، اليوم الأحد, بزيارة عمل وتفقد إلى مقر قيادة القوات الجوية, وذلك في إطار حرص القيادة العليا للجيش على متابعة برنامج التحضير القتالي للسنة التدريبية 2024/2023, حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وأوضح ذات المصدر أنه “مواصلة لسلسلة الزيارات الميدانية إلى مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي خلال شهر رمضان المعظم, قام السيد الفريق أولي, اليوم الأحد 17 مارس 2024, بزيارة عمل وتفقد إلى مقر قيادة القوات الجوية”.
وأضاف أن هذه الزيارة “تندرج في إطار الحرص الدائم والمستمر الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لمتابعة برنامج التحضير القتالي للسنة التدريبية 2024/2023 وكذا تكريس نهج التواصل المباشر مع المستخدمين والاستماع لانشغالاتهم المختلفة”.
وبعد مراسم الاستقبال بمدخل مقر القيادة من طرف اللواء محمود لعرابة, قائد القوات الجوية, وقف السيد الفريق أول وقفة ترحم على روح الشهيد البطل عميروش آيت حمودة، قائد الولاية التاريخية الثالثة, والذي يحمل مقر قيادة القوات الجوية اسمه, حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له وتلا فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
إثر ذلك، التقى السيد الفريق أول بإطارات وأفراد قيادة القوات الجوية, حيث ألقى بالمناسبة كلمة توجيهية تابعها مستخدمو كافة وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية التحاضر عن بعد, أكد فيها أن “المحافظة على معنويات الأفراد في درجاتها العليا هي أولوية الأولويات بالنسبة لنا في الجيش الوطني الشعبي, لأننا على يقين تام بأن مصدر تطور الجيوش عموما ومنبع قوتها وانتصاراتها يعود تحديدا وأساسا إلى زادها المعنوي القوي”.
وتابع قائلا أن “حسن القيام بالمسؤولية لا يرتبط بالمهارات العلمية والمعرفية والتحفيزات المادية فحسب وإنما العامل الأساسي والأكثر أهمية, هو إيمان العسكري، في أي موقع كان, بقضيته, وأنه مطالب بأن لا يدخر أي جهد لخدمة وحدته وجيشه ووطنه وأن عليه واجب الوفاء بما عليه من التزامات مهما كلفه ذلك من جهد وتضحيات”.
كما أكد الفريق أول أن “كسب رهان التفوق والفعالية مرهون بالضرورة بالنجاح في مسألة قيادة الرجال وطرق التعامل معهم وأساليب توظيف إمكانياتهم وتوحيد جهودهم, خدمة لنجاح المهام الموكلة”, مشيرا إلى أنها “مسؤولية في غاية النبل وفي غاية الأهمية, فهي تعني بالأساس ارتقاء المسؤول إلى مستوى مسؤوليته من خلال إحاطة مرؤوسيه بكل أشكال الرعاية, لاسيما فيما تعلق بالتكوين والتدريب”.
وأكد في ذات السياق أن “الوعي بحساسية المهام وإدراك مقاصدها الوطنية وأهدافها السامية هي من العوامل الثابتة والأكيدة الكفيلة بمنح العسكريين القدرات المعنوية التي تكفل للجيش الوطني الشعبي مواصلة مسيرته المظفرة على درب التطوير والتحديث, لاسيما في خضم الأوضاع الدولية والجهوية الحالية, التي تستدعي من الجميع التحلي بالمزيد من العزم والحزم والوعي بالتحديات الجسيمة المطروحة”.
عقب ذلك, تابع السيد الفريق أول عرضا شاملا قدمه قائد القوات الجوية حول مختلف مجالات النشاطات ذات الصلة بمدى تنفيذ مخطط التطوير الخاص بهذه القوات, حيث أسدى السيد الفريق أول بهذه المناسبة جملة من التعليمات تتعلق على وجه الخصوص بضرورة “الحرص على مواصلة جهود التحضير القتالي للوحدات والأفراد وفقا للخطط والبرامج المقررة مع السهر على الصيانة الدورية والاستغلال الأمثل للطائرات والوسائل الكبرى الموجودة في الحوزة”.
و تأتي زياره سعيد شنقريحة يومين بعد تلك التي قادته لقيادة أركان القوات البرية أين أكد أن “تنوع التهديدات والتحديات التي يجب علينا مواجهتها تفرض ضروره الحفاظ على أعلى مستوى للجاهزية العملياتية لقوام المعركة والمتابعة المستمرة لتطور الأوضاع الأمنية في المنطقة وتحضير القوات بكل الصرامة الواجبة ومضاعفة التمارين, بمختلف المستويات, من أجل التحكم الأمثل في منظومات الأسلحة الموجودة في الحوزة وتكييف أداء مستخدمينا مع التطور الهائل الذي تشهده فنون الحرب الحديثة”.
كما أكد الفريق أول أنه “يتعين على الجميع أن يعوا بأن المسؤولية تكليف وليست تشريفا وأن المهام الموكلة لا بد لها أن تنفذ بالصرامة المطلوبة في سبيل المرافقة الفاعلة للجهود المخلصة الرامية إلى تجسيد مشروع الجزائر الجديدة”.
واستطرد السيد الفريق أول قائلا: “من هذا المنظور بالذات, وفي ظل قيادة ودعم وتوجيه السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، فإنه يتحتم على مستخدمينا العسكريين، بكافة فئاتهم ومستوى مسؤولياتهم، أن يثبتوا فعليا وميدانيا وبشكل ملموس قدرتهم على الارتقاء بأداء الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، إلى المستوى الذي يليق به وأن يبذلوا كل ما في الوسع من أجل السمو بمستواه إلى الآفاق التي هو جدير ببلوغها”.