للإعلان
الجزائرعربيوجهة نظر

أبواق الفتنة ودعاة المجلس التأسيسي…بطولة من ورق مزقها الشعب

محمد الونشريسي

        إن أولئك المتآمرين يدفعون للفراغ الدستوري والمرحلة الانتقالية والمجلس التأسيسي المعين، لأنه لن يكون بإمكانهم أبدا تحقيق أهدافهم والوصول إلى الحكم عبر الصندوق، والطريقة الوحيدة لتحقيق مبتغاهم هو التعيين، وهو ما يسعون إليه جاهدين هم وعرابيهم ليتسنى لهم التحكم في الجزائر من جديد والعودة بها مرة أخرى إلى أحضان المستدمر. إنهم وصوليون لا يهمهم أبدا ما سينجر على بلادنا وعلى شعبنا من مشاكل ومخاطر جراء الدخول في فراغ دستوري، الله وحده يعلم ما ستؤول إليه أحوالنا الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية في ظله.

       يتفق جل المحللين والخبراء والعقلاء والمخلصين من أبناء وطننا الذين لا يحبون للجزائر سوى الخير، أن الحل الدستوري هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من تفادي أي اختلالات في سير مؤسسات الدولة، وما قد ينجر عن ذلك من مخاطر ومشاكل لا تحمد عقباها، وهو ما دعا إليه مرارا قائد الجيش الفريق قايد صالح إيمانا منه بأن العبور بالجزائر إلى بر الأمان لا بد أن يمر حل دستوري، وهو الأمر الذي لم يعجب بعض أشباه السياسيين وأبواق الفتنة الذين لاتهمهم سوى مصلحتهم ومصلحة الأجندات الخارجية التي يخدمونها، والذين يسعون عن قصد لجر بلادنا إلى الفراغ الدستوري جرا، وذلك لأنهم يدركون جيدا أن ليس لديهم أي بصيص أمل للوصول إلى السلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، كونهم لا يمثلون أي شيئ للشعب الجزائري الذي لا يعرفهم ولا يسمع عنهم إلا من خلال أبواقهم الإعلامية التي تحاول أن تجعل منهم أبطالا، وتحاول أن تصور أن هؤلاء يملكون من الشعبية ما يمكنهم من الحديث باسم الحراك، وهو ما حاولوا عبثا فعله، إلا أن الشعب الجزائري قطع الطريق أمامهم ولفظهم ورفض تمثيلهم له، ليتضح أنهم أبطال من ورق.

        إن أولئك المتآمرين يدفعون للفراغ الدستوري والمرحلة الانتقالية والمجلس التأسيسي المعين، لأنه لن يكون بإمكانهم أبدا تحقيق أهدافهم والوصول إلى الحكم عبر الصندوق، والطريقة الوحيدة لتحقيق مبتغاهم هو التعيين، وهو ما يسعون إليه جاهدين هم وعرابيهم ليتسنى لهم التحكم في الجزائر من جديد والعودة بها مرة أخرى إلى أحضان المستدمر. إنهم وصوليون لا يهمهم أبدا ما سينجر على بلادنا وعلى شعبنا من مشاكل ومخاطر جراء الدخول في فراغ دستوري، الله وحده يعلم ما ستؤول إليه أحوالنا الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية في ظله.

        إن  نواياهم تتضح جليا من خلال رفضهم لأي حل في إطار الدستور ورفضهم للانتخابات، ودفاعهم الشرس لصالح مرحلة انتقالية وهيئة تأسيسية قد يكون في عضويتها كل من هب ودب وحتى خونة الوطن والشعب من الذين باعوا أنفسهم لأعداء الجزائر، مجلس تأسيسي سيعيدنا إلى نقطة الصفر، فهل تستحق دولة بحجم وتاريخ الجزائر وشعب بعظمة الشعب الجزائري مجلسا تأسيسيا يسير شؤونها، مجلس تأسيسي يرهن من جديد مستقبلها، ويضعه بين أيدي أعدائها الذين لا هم لهم سوى خدمة مصالحهم الشخصية الضيقة.

        إن السؤال البديهي والعفوي الذي يتبادر مباشرة إلى ذهن أي عاقل سوي هو لماذا تحاول بعض الأطراف تشويه الجيش الوطني الشعبي وزرع الفتنة والتفرقة بين الشعب وجيشه، بل وصلت بهم إلى تخوين الجيش الوطني الشعبي، وهي مواقف لن يغفرها لها التاريخ أبدا؟ والجواب على هذا السؤال البديهي بديهي أيضا، لأن هدفها الوحيد هو ضرب الجيش الذي وقف أمامهم وأفشل كل مخططاتهم، ومحاولة زعزعة اللحمة والرابطة الوثيقة بين الشعب والجيش كونها صمام أمن الجزائر، وزرع الفوضى والبلبلة والخراب في هذا الوطن ليتسنى لهم إخضاعه وإبقاءه تحت سيطرتهم ورحمتهم مهما كان الثمن .

        إن هذا الوطن الذي ضحى من أجل استقلاله الملايين من الشهداء، ومن أجل الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره الكثير من شهداء الواجب الوطني، لم ولن يكون أبدا لقمة سائغة لأعدائه، بل سيكون دوما سما زعافا يهلكهم.

        إن كل الوطنيين والمخلصين من أبناء وطننا أمام مسؤولية تاريخية لتفويت الفرصة على كل الطامعين والانتهازيين، الذين أعمت بصيرتهم المصالح الشخصية الضيقة، وعششت في قلوبهم أنانية متوحشة تقودهم بعنهجية إلى تحقيق ما يصبون إليه مهما كان الثمن، دائسين على كل المبادىء والقيم، مغلبين مصلحتهم الخاصة على مصلحة الوطن والشعب.

        لا بد أن نعي وندرك جيدا ما يحاك ضد بلادنا من مؤامرات ودسائس ولا بد أن نتحلى أكثر من أي وقت مضى بالحكمة والتبصر والصبر، حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود، لنكتشف كل المؤامرات التي تدبر بليل ضد بلادنا، فوطن لا نحافظ عليه سيأتي يوم ونبكي عليه، وطن هو أمانة غالية وثمينة تركها شهداؤنا بين أيدينا من واجبنا صونها، وطن من حق أبنائنا علينا أن نحميه وندافع عنه ضد كل الدسائس والنوايا الخبيثة، لنضمن لهم غدا أفضل في ظل جزائر آمنة، قوية، متطورة ومزدهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى