للإعلان
ليبيامغرب عربي

مشاورات بين الدبيبة وباشاغا لدمج الحكومتين..ما فرص نجاح المسار؟

اجتماعات ولقاءات مكثفة ومتعددة تعقد بين الأطراف الليبية خلال الفترة الراهنة، برعاية البعثة الأممية هناك، وضغط أمريكي على الأطراف كافة، بهدف دمج الحكومتين أو الاتفاق على إشرافهما معا على الانتخابات المرتقبة.

مغرب فاكت


وفق المصادر الليبية فإن مشاركة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان، في الاجتماع الذي يعتزم مركز الحوار الإنساني تنظيمه الشهر المقبل في جنيف، يأتي في إطار الدفع نحو الاتفاق على آلية إجراء الانتخابات عبر دمج الحكومتين، أو حتى التوافق على اتمام العملية على الوضع الراهن، خاصة بعد تشكيل قوة عسكرية مشتركة من الأقاليم الثلاثة الأيام الماضية.تعد عملية دمج الحكومتين ضمن الخيارات المطروحة للخروج من المشهد الراهن، خاصة في ظل تأكيدات بأن ثمة تفاهمات جرت بين باشاغا والدبيبة، في حين أن الأخير يسعى لضمان السماح له بالترشح للانتخابات الرئاسية مقابل التوافق على دمج الحكومتين، أو دعم المقترح الأمريكي الذي لم تتضح معالم حتى الآن بشكل تفصيلي.

على الرغم من رغبة معظم الأطراف في إجراء الانتخابات، تظل بعض المخاوف مرتبطة بالضغوط الأمريكية وانخراط واشنطن في المشهد بشكل قوي، ومساعيها لتنفيذ مصالحها في المقام الأول في ليبيا، بالإبقاء على نفوذها منفردة في البلد الأفريقي الذي يمثل مكانة كبيرة للغرب ارتباطا بالثروات والنفط.

تقارب مرهون

التقارب والحوار الحاصل بين الأطراف السياسية والعسكرية يظل مرهونا بالقوانين الانتخابية، إذ يدفع بعض النواب من المجلس الأعلى للدولة لعدم القبول بترشح المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي، وهي النقطة الخلافية التي يمكن أن تعصف بجل التوافقات التي جرت، حسب مصادر من المجلس.

لا يستبعد النواب وأعضاء الأعلى للدولة حدوث توافقات بين الحكومتين على الدمج أو الإشراف المشترك على الانتخابات، لكن التوافق يرتبط بشكل مباشر بالمصالح التي يسعى لها كل طرف في المشهد المقبل، وفق المصادر الليبية.يقول المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي محمد السلاك، إن الوضع حتى الآن لا يشير إلى وجود توافقات بين الحكومتين.

رغم عدم وجود إشارات على توافقات مرتقبة، لم يستبعد السلاك في حديثه مع “سبوتنيك” وجود أي مستجدات في المشهد الليبي، لافتا إلى أن هناك ثمة شكوك وعلامات استفهام عديدة حول مركز الحوار الإنساني، ودوره والإصرار علي إقحامه في مسارات الحوار الليبية.يرى السلاك أن تمترس كل طرف خلف موقعه لا يتوقع معه أي نتائج بناءة، رغم إيجابية الجلوس على طاولة واحدة.

حسب تأكيد العديد من الأطراف الليبية، فإن واشنطن تمارس العديد من الضغوط على جل الأطراف، من أجل تنفيذ خطتها لإجراء الانتخابات ووجود سلطة واحدة تسعى لعقد اتفاقات عدة معها.يتفق السلاك على أن الضغوط الأمريكية الحالية تمارس على كافة الأطراف، بعد دخولها بقوة على خط الأزمة، في إطار تحقيق مصالحها الاستراتيجية في ليبيا والمنطقة بالدرجة الأولى.

خطة أمريكية غامضة

وفق السلاك، فإن الخطة الأمريكية غير مفهومة تدفع باتجاه إجراء الانتخابات في ظل وجود الحكومتين، وهو ما أشار إليه المبعوث الخاص ريتشاود نورلاند عندما صرح قبل بضعة أشهر أنه يمكن إجراء الانتخابات في ظل وجود حكومتين.يعزز التقارب الحاصل التوافق بين الأجسام العسكرية، والاتفاق على تشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود في الفترة المقبلة، وربما الإشراف على العملية الانتخابية لاحقا.

فيما قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد معزب، إن المساعي للتقارب بين الحكومتين تأتي في إطار العملية السياسية الجارية الآن، تحت إشراف البعثة الدولية ومساندة الدول المؤثرة في الملف الليبي.يضيف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن العمل على مسار الانتخابات مستمر حسب الأوضاع القائمة، ومايجري من تقاربات في القطاعين العسكري والأمني يصب في الاتجاه.

عراقيل أمام التوافق

وفق معزب فإن المعضلة الأساسية تتمثل في عدم الوصول إلى حل، تطيح بكل هذه الجهود المبذولة، وهو الأساس القانوني للانتخابات، مبينا أن وجود تفاهم بين عقيلة صالح وخالد المشري على آلية الحسم في المسائل الخلافية، وتشكيل اللجنة المشتركة والتوافق على صيغة القوانين، يصطدم بالقاعدة العريضة الرافضة لترشح حفتر وسيف، وأن ذلك الأمر يظل الفيصل فى إجراء الانتخابات من عدمه.لم يستبعد معزب التوافق على دمج الحكومتين، من أجل إشراف جسم تنفيذي واحد على العملية الانتخابية، وهو ما يرجحه، حال ضمان الدبيبة السماح له بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، المرتقبة نهاية العام.

استبعاد التوافق بين الحكومتين

من ناحيته، استبعد عضو لجنة الحوار السياسي الليبي أحمد الشركسي، حدوث توافقات بين الحكومتين. لافنا إلى أن كل منهما يسعلى لحكم البلد منفردا.يضيف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن الفترة الراهنة تمثل “هدنة مبنية على المصلحة، إذ أن كل حكومة تسيطر على مساحة جغرافية، وتتحصل على الأموال، وبالتالي ليس هناك حاجة ملحة للدخول في صراع “تكسير عظام”، في ظل استمرار المصالح.يوضح الشركسي أن لقاء جنيف ليس مسارا أمميا، يمكن أن تتمخض عنه نتائج ملموسة. مستبعدا أن تفضي المشاركة لنتائج واضحة وقابلة للتطبيق.وفق الشركسي فإن “رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة دبيبة لا يريد دمج الحكومتين، وأن كل دعواته لعقد لقاءات للتقارب هي من باب الاستدراج لخصومه حتى يتمكن من السيطرة والقضاء عليهم”.

المصدر | سبوتنيك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى