للإعلان
عربي

هل تستطيع اتفاقية التجارة الحرة بين الإمارات وإسرائيل مقاومة مد التغيرات الجيوسياسية في الخليج؟

دخلت منذ ايام اتفاقية التجارة الحرة بين “إسرائيل” والإمارات، ، حيز التنفيذ بعد توقيع الجانبين اتفاقا ينص على تخفيض الرسوم الجمركية إلى حوالي 96% على المنتجات. وتوصل الجانبان إلى الاتفاق لأول مرة في ماي الماضي، وحينها قالت وزارة خارجية دولة الإحتلال إنه سيسمح للشركاتها بالمشاركة في المناقصات الحكومية التي تقيمها الإمارات.

بقلم | أحمد زكريا


وقال رئيس حكومة اليمين المتطرفة بنيامين نتنياهو، عبر حسابه في “تويتر”: “وقعنا اليوم (الأحد) مع وزير الخارجية إيلي كوهين وسفير الإمارات في “إسرائيل” محمد محمود الحاجة، اتفاقية الجمارك”.

وأضاف أن “الاتفاقية تعد الخطوة الأخيرة في اتفاقية التجارة التي ستخفض الرسوم الجمركية إلى حوالي 96% على المنتجات، وخفض تكلفة المعيشة وخلق فرص عمل جديدة في إسرائيل”. وأوضح في البيان أن الكيان “يعمل هذه الأيام على توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل دولا أخرى”.

و كشف البيان أن حجم التجارة الثنائية بين “إسرائيل” والإمارات بلغ عام 2022 “أكثر من 2.5 مليار دولار، مما يجعل الإمارات الشريك التجاري السادس عشر لإسرائيل في العالم”.

وتابع أنه “مع دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة حيز التنفيذ، تتوقع وزارة الخارجية أن يزداد حجم التجارة بين الجانبين بشكل كبير؛ مما سيؤدي إلى المزيد من فرص العمل وخفض تكلفة المعيشة ”.

وقال السفير الإماراتي، في تغريدة على “تويتر”: “بحضور نتنياهو، قمت اليوم بالتوقيع مع وزير الخارجية الإسرائيلي على اتفاقية التعاون الجمركي مما تفعل اتفاقية CEPA بين الإمارات وإسرائيل”.

وكانت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربيةمطبعة. وجرى التوقيع بوساطة من الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في سبتمبر 2020، قبل أن تطبّع البحرين والمغرب والسودان علاقاتها أيضا مع إسرائيل.

رغم الصخب الإعلامي يبدو أن الإمارات على ضوء الأزمة التي تعصف بدولة الكيان الصهيوني و الإتفاق السعودي الإيراني و التقارب المصري التركي, في مازق كبير يصعب تجنب تبعاته, فحسب وكالة بلمبرغ أن “حاكم الإمارات محمد بن زايد آل نهيان أصبح الآن معنياً بمشكلات “إسرائيل” مع فلسطينو مع إيران، و شرحت الوكالة أن “العنف المتزايد ضد الفلسطينيين، سواء ارتكب من قبل” قوات الاحتلال الإسرائيلية أو المستوطنين اليهود، “يمثل نوعاً مختلفاً من المشاكل للبلدان العربية المطبعة مما ويؤدي إلى فقدان المصداقية في العالم العربي الأوسع”.

و تأتي هذه الإتفاقية وسط حالة من القلق المتزايدة الذي ينتاب “الكيان” من الحالة الخطيرة التي آلت إليها الحالة الداخلية و كذا سياسة الإمارات الجديدة لإعادة التموضع على ضوء تراجع الدور الأمريكي و كذا الإتفاق السعودي الإيراني

ففي هذا السياق, عبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت“، نقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي وصفته بأنه رفيع، قوله: “إنّ التقارب بشكل متوازٍ من إيران و سوريا وتركيا والإمارات ليس مقبولاً. إذا تمّ فتح الأبواب بين إيران والإمارات، فإنّ هذه القصة كلّها قد تتغيّر إلى الأسوأ”.

و بالفعل فإن التغيرات الجيوسياسية الإخيرة و تراجع الوزن الإمريكي بالمنطقة أمام الصين و أيران و روسيا وضعت سردية الكيان حول فزاعة الخطر الإيراني على المحك و قد تنسفه الاتفاقات المستقبلية بين الرياض و طهران بعد الزيارات المنتظرة لقادة الدولتين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى