للإعلان
ثقافة و مجتمع
أخر الأخبار

التحرش الجنسي على النساء في عالم الإعلام

جريمة العصر الصماء...

في دراسة جديدة حول موضوع التحرش الجنسي، أظهرت البيانات أن 40% من الصحافيات قد تعرّضن لنوع من أنواع التحرش الجنسي في مكان العمل. في حين أن أقل من 20% منهنّ اخترن الإبلاغ عن الموضوع.

مغرب فكت|

أطلق برنامج “النساء في الأخبار” في المنظمة العالمية للصحف (وان-ايفرا) بالشراكة مع جامعة “سيتي” بلندن، دراسة دولية توثّق مدى انتشار التحرش الجنسي في غرف الأخبار. هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها التي تركّز على الرجال والنساء في مجال وسائل الإعلام في 20 دولة في إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأوراسيا (روسيا) والمنطقة العربية ودول مختارة في أمريكا الوسطى. استطلعت الدراسة التي أجريت في الفترة من يناير 2020 إلى سبتمبر 2021، أكثر من 2,000 فرداً وتضمنت مقابلات مع 85 من كبار المديرين التنفيذيين.

النتائج العالمية


تظهر النتائج أن حوالي %40 من الصحافيات قد تعرّضنَ للتحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي في مكان العمل. ومع ذلك، أبلغت 1 من كل 5 صحافيات عن الحادثة. على الرغم من أن التحرش الجنسي بالرجال أقل انتشاراً، إلّا أنهم لم ينجوا منه، حيث أظهرت النتائج أن 12% من الرجال تعرّضوا للتحرش الجنسي اللفظي و/أو الجسدي. ما يقارب 30% من الصحافيين/ات تعرّضوا/ن للتحرش الجنسي اللفظي و/أو الجسدي.

حالات التحرش حسب القارات

“النساء والأشخاص من هويات جندرية غير معيارية يتأثّرنَ بشكل غير متناسب بالتحرش الجنسي في قطاع الإعلام. في حين أننا كنّا نعلم عن حالات التحرش الجنسي من خلال القصص المتناقلة، تُظهر نتائج هذه الدراسة أنّ التحرش الجنسي مشكلة مستوطنة في المجال الإعلامي – بغض النظر عن الموقع الجغرافي،” تقول ميلاني والكر، المديرة التنفيذية لبرنامج “النساء في الأخبار”. “يعود الأمر لأصحاب العمل في معالجة هذه المشكلة من خلال اتخاذ موقف واضح وصارم ضدّ التحرش الجنسي، ومن خلال وضع السياسات والأدوات اللازمة لإدارة حالات التحرّش عند وقوعها من أجل حماية موظفيها/موظفاتها، وخلق بيئة آمنة للجميع.”

غالبية الحالات لا يتم الإبلاغ عنها 

80% من حالات التحرش الجنسي لم يتم الإبلاغ عنها. ويعود ذلك بنسبة كبيرة إلى الخوف – الخوف من التأثير السلبي، والخوف من فقدان وظائفهم/نّ، والخوف من عدم تصديقهم/نّ، والخوف من الانتقام. بالإضافة إلى ذلك، واحد من كل أربعة مشاركين/ات قالوا إنهم/نّ لم يبلّغوا/ن عن تجربتهم/نّ مع التحرش الجنسي لأن منظمتهم/ن تفتقر إلى الآلية المناسبة للقيام بذلك و/أو أنهم/نّ لم يعرفوا/نَ كيف.  أفاد/ت 11% فقط ممن تمت مقابلتهم/نّ أنهم/نّ يعرفون/ن ما إذا كانت مؤسساتهم/نّ لديها سياسة تحرش جنسي.

حالات التحرش في بعض البلدان العربية

من بين الحالات القليلة التي تم الإبلاغ عنها، اتخذت المؤسسة إجراءات في نصف الحالات فقط واقتصرت هذه الإجراءات في الغالب على تحذير المتحرِّش (41%).

تظهر أرقام الدراسة أيضاً أن التحرش الجنسي تم ارتكابه بشكل كبير من قبل زملاء العمل (39%) أو من قبل الإدارة (19.1% من قبل الإدارة العليا و 18.9% من قبل المشرف المباشر).

الفجوة بين الانطباع والواقع

أجريت مقابلات مع 85 مديراً/ة تنفيذياً/ة، من بينهم 51 امرأة، من المؤسسات الإعلامية في المناطق الخمس كجزء من البحث النوعي. صرّح 43.5% منهم/نّ بأنهم/نّ تعرضوا/ن للتحرش الجنسي – على غرار النتائج التي أبلغت عنها الصحافيات. ومع ذلك، فإن 27% فقط من هؤلاء المدراء/المديرات يعتقدون/نَ أن التحرش الجنسي لا يزال يمثل مشكلة حقيقية في مجال العمل الإعلامي. 

“كان من اللافت للنظر وجود فجوة في المنظور بين الصحافيين/ات الذين شاركوا/نَ في الاستطلاع وإدارات المؤسسات الإعلامية. يدل هذا على أنه في حالة عدم وجود آليات إبلاغ واضحة وفعّالة، فإن الإدارات تبقى غير مدركة لمشكلة التحرش الجنسي في مؤسساتها،” قالت ليندسي بروميل، الباحثة الرئيسية ومحاضرة أولى، جامعة سيتي، لندن.

هذه الدراسة التي بادر بإجرائها برنامج “النساء في الأخبار” هو الأولى من نوعها، وترتكز على دراسة أخرى قام بها البرنامج في عام 2018، والتي حددت نقصاً في البيانات المتاحة حول التحرش الجنسي في وسائل الإعلام من البلدان في هذه المناطق على وجه التحديد. هذه الدراسة ضرورية لقياس حجم المشكلة واتخاذ إجراءات لإنهائها.

الدراسة متاحة الآن عبر الإنترنت من خلال موقع تفاعلي يسمح للمستخدمين/ات بتقسيم البيانات حسب المنطقة والبلد والجندر ونوع التحرش وكذلك حسب استجابة إدارة المؤسسات الإعلامية لحالات التحرّش. ستتم إضافة مجموعة بيانات بما في ذلك نوع الوسائل الإعلامية المستخدمة وكذلك أقدمية المدعى عليه وملاحظات حول التحرّش الجنسي من قبل طرف ثالث خلال الأسابيع القليلة القادمة. الموقع متاح بتسع لغات، وهو الأول من نوعه الذي يقدم بيانات عن التحرش الجنسي بهذه الطريقة.

“هدفنا هو جعل البيانات حول اتجاهات التحرش الجنسي متاحة بشكل أكبر، والسماح لشركائنا الإعلاميين في هذه البلدان العشرين بالاطلاع بشكل أفضل على المشكلة المهمّة والحقيقية للتحرش الجنسي في غرف الأخبار الخاصة بهم. على مدار سنوات عديدة، قدّمنا ​​الأدوات والموارد لشركائنا كجزء من جهودنا في مجال التدريب والتوعية. نعتقد أن هذه البيانات ستساعد جهودنا الجماعية لإنشاء آليات مناسبة، وإحداث التغيير الثقافي الضروري، لاجتثاث التحرش الجنسي إلى الأبد،” تقول والكر.

https://sexualharassment.womeninnews.org/ | المصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى