تفاعل في المغرب خلال الأيام الأخيرة قضية حراك الريف بشكل واسع، عقب صدور أحكام وصفت بالقاسية على عدد من قادة الحراك الذي يعود لما قبل عامين، فما قصة هذا الحراك؟ وما هي مآلاته؟
البداية في 2016
السلعة، ليتم طحنه بآلة طحن القمامة في الشاحنة، في حين نجا رفاقه بعدما قفزوا في اللحظات الأخيرة
ناصر الزفزافي كان الاسم الأبرز في قيادة حركة الاحتجاج، مطالبًا بمشاريع تنموية اجتماعية واقتصادية في مدينته، ومنتقدًا بشدة الحكومة والسلطات العمومية، وقد تعرض للاعتقال يوم 29 مايو/أيار 2017.
بعد عامين، وفي يوم الثلاثاء 26 يونيو/حزيران 2018، حكمت السلطات على معتقلي الحراك بأحكام قاسية أكبرها السجن النافذ لمدة 20 سنة على ناصر الزفزافي وثلاثة آخرين، بالإضافة إلى أحكام أخرى على عدد من المعتقلين السياسيين
مطالب اجتماعية واقتصادية
كانت حادثة الشاب محسن المؤسفة شرارة الانفجار للغضب الشعبي، الذي سرعان ما تحول إلى احتجاج سلمي منظم يحمل عديدًا من المطالب: الحقوقية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية.وصدر عن الحراك الشعبي وثيقة تركزت على مطالب باهتمام حكومي بمناطق الريف المهمش، عبر تأسيس مشاريع وبناء مشافي وجامعات ومدارس، كذلك مطالب قضائية بعدم ملاحقة المزارعين البسطاء، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعديد من المطالب الأخرى
تطور الحراك
ظل الحراك الشعبي في نطاق سلمي منذ انطلاقته، لكنه واجه حملة اعتقالات من قبل السلطات، ففي يوم 26 أيار/مايو 2017، وعقب مقاطعة الزفزافي لخطبة الجمعة في أحد المساجد بالمدينة، أصدرت النيابة العامة أمرًا باعتقاله، ونفذ الأمر بعد يومين
كما تم اعتقال عدد كبير من الناشطين في الحراك بما يتجاوز 40 شخصًا. وعلى إثر ذلك، نظمت تظاهرات مؤيدة للحراك في عدد من المدن المغربي
وعلقت في حينه: “نحن نخشى أن تكون هذه الحملة الواسعة من الاعتقالات هي محاولة متعمدة لمعاقبة المتظاهرين في الريف بسبب شهور من المعارضة السلمية، في الوقت الذي يتعين فيه على السلطات المغربية أن تحترم الحق في حرية التعبير والتجمع، وعدم اللجوء إلى حرمان المتهمين بارتكاب جرائم معترف بها قانونًا من الحق في محاكمة عادلة. كما يتعين على السلطات أيضًا ضمان عدم إدانة الناشطين السلميين بتهم ملفقة، عقابًا لهم على المشاركة في
تجدد الغضب
منذ 26 حزيران/يونيو الماضي، يتجدد الغضب في المغرب على إثر صدور الأحكام القاسية بحق قادة الحراك المعتقلين. وأعلنت بعض عائلات معتقلي الحراك عن دخول أبنائها في إضراب عن الطعام، منذ يوم الجمعة الماضي
وجاء في تدوينة على الفيسبوك، لخالد جلول، شقيق أحد المعتقلين، أن جميع المعتقلين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ أربعة أيام.
وقال إن المعتقل ربيع الأبلق، وصل إلى 35 يومًا من الإضراب عن الطعام.
ويرفض المعتقلون الاستئناف على حكمهم، معبرين عن عدم ثقتهم بالقضاء في إنصافهم. وعلى إثر ذلك، تأخذ الأزمة منحى أكثر تعقيدًا.
وعلق رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني الإثنين، على قضية معتقلي “حراك الريف” شمالي المملكة، قائلًا إنه “يشعر بألم ومعاناة المعتقلين وعائلاتهم، جراء الأحكام القضائية بحقهم”.
المصدر: كيو نيوز