السودان يدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن “العدوان الإماراتي”
أحمد زكريا | وكالات
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا بين جيش السوداني النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان والقوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وتتهم حكومة الخرطوم، أبو ظبي منذ أشهر بدعم معسكر حميداتي. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن “مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة طلب أمس (الجمعة) عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث عدوان الإمارات على الشعب السوداني بتوفير الدعم اللوجيستي بالأسلحة والمعدات للميليشيا الإرهابية “جنجويد”
وأكدت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن ممثل السودان الحارث إدريس تقدم بهذا الطلب وشدد على أن “دعم الإمارات العربية المتحدة للميليشيا الإجرامية التابعة للجبهة الاشتراكية الثورية (…) يجعل الإمارات العربية المتحدة شريك في جرائم الحرب المرتكبةضد المدنيين ”.
وجاء في الرسالة الرد الإماراتي أن “ادعاءات و الحكومة السودانية المتعلقة بتورط الإمارات، تفتقر للدلائل و لا أساس لها من الصحة”
أعطى الانقلاب على الرئيس السوداني عمر البشير فرصةً للإمارات لوضع السودان أخيرًا في محورها. فقد ألقت بثقلها على المجلس العسكري الانتقالي، ولا سيما حميدتي، الذي حصل على موارد مالية كبيرة في العام الأخير من حكم البشير بفضل انتشار قوات الدعم السريع في اليمن وصادراته من الذهب السوداني إلى دبي. في غضون عشرة أيام، وعدت الإمارات والسعودية بتقديم 3 مليارات دولار كمساعدات مباشرة للنظام الجديد دون أي اعتبار لمطالب الثوار المعتصمين المطالبين بتغيير سياسي جذري.
تسببت الحرب التي جرت إليها السودان جرا بفعل التدخلات الخارجية بالفعل في مقتل الآلاف من السودانيين وتدمير البنية التحتية الهشة أصلا في السودان وتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، وفقا ل الأمم المتحدة. فما هو دور الإمارات المتهمة بإذكاء الحروب الداخلية في بلدان عربية و إفريقية عدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول، طلبت الخرطوم من 15 دبلوماسياً إماراتياً مغادرة البلاد بعد أن اتهم قائد كبير بالجيش أبو ظبي بدعم الميليشيات شبه العسكرية. في الوقت نفسه، خرجت مظاهرات في مدينة بورتسودان (شرق) تطالب بطرد السفير الإماراتي.
في أغسطس 2023، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين أوغنديين، أنه تم اكتشاف أسلحة على متن طائرة شحن إماراتية من المفترض أنها تحمل مساعدات إنسانية للاجئين السودانيين في تشاد.
وفي تحقيق صحفي كبير لصحيفة ، فضحت تلغراف البريطانية تورّط الإمارات في دعم لحميدتي بالأسلحة والذخائر، مشيرةً إلى أن القذائف الحرارية التي عثر عليها الجيش السوداني بحوزة الدعم السريع، صنعت في صربيا عام 2020، وسلمت لاحقًا إلى الإمارات، ومن ثم وجدت طريقها إلى ميليشيات حميدتي.
الأسلحة والذخائر لم تكن الوسيلة الوحيدة التي قُدّمت لدعم ميليشيات “الجنجويد” المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور سنة 2003، فالإمارات جيّرت وسائلها والمنصات الإعلامية لتغذية الصراع الدائر في السودان لصالح صبيها، فصفحة حميدتي الرسمية تدار من الإمارات دون سواها.
كما تشبر تقارير صحفية أن الميليشيات التى تدعمها الإمارات و المتغلغلة وسط اللاجئيين تلعب أدوارا كبيرة في إذكاء الحروب ببلدان الجوار بالأخص التشاد، ليبيا و دول الساحل.