مجلة جون آفريك الفرنسية : “نيجيريا خيبت آمال المغرب”
أضحى شبه مستحيل التشهير بمشروع تسويقي اسمه خط غاز المغرب-نيجيريا
قالت مجلة جون أقريك الفرنسية المقربة من دوائر الحكم بالمغرب أن نيجيريا قد حسمت أمرها وأكدت التزامها بتحالفها مع الجزائر في كثير من القضايا القارية كالموقف من قبول عضوية الكيان الصهيوني بالاتحاد الإفريقي ودعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وتقول المجلة أن موقف نيجيريا يجعل المغرب في وضع غير مريح في مسعاها إلى مد خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.
كنبته : أميرة بوقطيط
وأضافت المجلة، في تقرير لها أمس الثلاثاء، أن الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، انتقلت إلى مجال الغاز، مشيرة إلى وجود تسابق بين البلدين لإنجاز مشروع مشترك مع نيجيريا متجاهلة استحالة انجاز مثل هذا المشروع بالنسبة للمملكة الغارقة تحت طائلة الديون نظر لافتقارها لأدنى الشروط المالية والتقنية لإنجاز هكذا مشروع، خصوصا وأن الدراسات المشتركة وكذا البنى التحتية التي تمكن من انطلاق المشروع بين الجزائر ونيجيريا وصلت إلى درجة يصعب على المغرب اللحاق بها،
وأكدت المجلة، أن الرباط تسعى إلى دفع مشروع أنبوب الغاز الذي من المنتظر أن يربطه بنيجيريا، لاسيما مع وقف العمل بأنبوب الغاز الجزائري كاشفة عن أن المشروع “يواجه عقبات لوجستية ومالية ودبلوماسية شديدة.
كما أوضحت أنّه “من الناحية السياسية عزز قرار الجزائر بالتوقف عن إرسال غازها عبر خط أنابيب الغاز بين المغرب العربي وأوروبا رغبة المغرب في استكشاف خيارات إمداد أخرى. في هذا الصدد تشير المجلة أن المشروع المغربي يهدف إلى “مدّه في البحر من جزيرة براس في دلتا النيجر، ويُبحر حول غرب أفريقيا إلى شمال المغرب ما يتطلب إمكانيات لوجستية خارقة ”
ونقلت جون آفريك حسب مزاعم مصادرها بالمخزن المغربي أنه “سيتم ربط هذا المشروع “في النهاية بخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، وسيمر على أثني عشر بلدا وهي بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.”.
وفي المقابل أطهرت مجلة بانش النيجيرية في أحد مقالتها، اندهاش الكثير من المراقبين من أن مشروع أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر ولاغوس مروا بالنيجر يسير “بسرعة غير متوقعة بالنيجر”..
فحسب الصحيفة فإن الأنبوب وصل إلى حدود الجارة الجنوبية للجزائر وهي النيجر، وسيتم مواصلة العمل بوتيرة سريعة ليصل إلى الجزائر ومنها إلى أوروبا. وأكد سفير نيجيريا لدى الجزائر، محمد مبدول في حوار مع الصحيفة نفسها، أن الجزائر ستساعد بلاده في تسويق الغاز أوروبيا وأضاف المتحدث، بأن الغاز النيجيري والجزائري سيلبيان الطلب الأوربي المتزايد من الغاز
مجلة جون آفريك معروفة بتحركها على وقع التحركات الجزائرية ي فأصبح مثل هاته المقالات المتكررة أقرب منها إلى تسويق سياسي من كونه مشروعًا اقتصاديًا موثوقًا به. يتفق جميع الخبراء على أنه غير عملي تقنيًا وجيوسياسيًا.
إذ يبلغ طول خط أنابيب الغاز (خط أنابيب الغاز النيجيري – المغربي باللغة الإنجليزية ، NMGP) ، 5700 كيلومتر. يجب أن يربط أبوجا بسواحل شبه الجزيرة الأيبيرية عبر الأراضي المغربية. المشكلة هي أنه يستوجب أن تشمل جميع دول غرب إفريقيا ، ومنطقة فرنك CFA (CEADO) ، وخاصة أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها وموريتانيا ، حليف الجزائر. علاوة على ذلك فإن قدرته التي تقتصر على 5 مليارات متر مكعب لن تجلب الكثير لنيجيريا التي ، في النهاية، لن تتمكن من تصدير سوى 3 مليارات متر مكعب عبر هذا الخط.
فيما لا يتطلب الأنبوبر الجزائري سوى المرور على بلد واحد و هو النيجر كما أن قدرة النقل للأنبوب الجزائري النيجيري يمكنها الوصول إلى 30 مليار متر مكعب سنويا. فعناد المغرب، الذي ينهار تحت وطأة الدين العام الخارجي، بنسبة دين تقترب من 100٪ من نسبة منتوجه الخام، هو جزء من السياسة المحفوفة بالمخاطر المعتادة لهذا النظام. إذ يقدر الخبراء أنه بخلاف الكمية الصغيرة التي سيتم نقلها، فإن تكلفة خط الغاز المغربي، والتي تصل إلى أكثر من 20 مليار دولار، لا تزال أعلى من القدرات المالية للبلدين. فأصبح الكثير
في المقابل يبلغ طوله الإجمالي 4128 كيلومترًا ، وتبلغ طاقته السنوية 30 مليار متر مكعب. ومن المتوقع أن تكون مملوكة بنسبة 90٪ لمجموعة Sonatrach و NNPC (شركة البترول الوطنية النيجيرية) ، و 10٪ لشركة Compagnie Nationale du Pétrole du Niger ، بتكلفة تقديرية تبلغ 10 مليارات دولار. يجب أن يبدأ من واري في نيجيريا وينتهي في حاسي الرمل في الجزائر عبر النيجر على جزء من 841 كم فقط.
وتجدر الإشارة وزير الطاقة والمناجم، السيد محمد عرقاب، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، مع نظيره وزير الدولة للموارد البترولية النايجيري، تيميبري سيلفا، حيث ناقش الطرفان مشروع خط أنابيب الغاز الجزائر-النيجر-نيجيريا، حسبما أفاد به بيان للوزارة.
وخلال هذا الاجتماع، الذي جرى بحضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، بحث السيد عرقاب مع نظيره النايجيري علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مجالات الطاقة التي وصفت بأنها جيدة جدا وآفاق تعزيزها، يضيف نفس المصدر
ودون الخوض في تفاصيل المباحثات أكدت الوزارة أن مشروع أنبوب الغاز الإفريقي أخذ حيزا كبيرا في محادثات الوزيرين الوزيران بهذه المناسبة مشروع خط أنابيب الغاز الجزائر-النيجر-نيجيريا، حسب البي
وعن التكلفة المالية للمشروع، كشف الدبلوماسي النيجيري أنها تبلغ 10 مليارات دولار تشارك فيها ثلاث بنوك وهي البنك الدولي، والبنك الإسلامي، وبنك التنمية الأفريقي، مدفوعة بالعوائد الاقتصادية المتوقعة للمشروع على المنطقة.
يُذكر أن وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، قد أكد في العديد من المناسبات أن أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري، يعد أمرًا حيويًا بالنسبة للجزائر، كما يعود بعدة فوائد على الدول الثلاث الجزائر نيجيريا والنيجر، اقتصاديًا واجتماعيًا.